راسلونا عبر البريد الالكتروني: [email protected]         النقابة الوطنية للإعلام والصحافة تنظم لقاء تواصلي مع المراسلين الصحافيين وأرباب المقاولات الإعلامية             تخليد الذكرى الـ 68 لتأسيس القوات المسلحة الملكية             الدرك الملكي يحتفل بالذكرى الـ68 لتأسيس القوات المسلحة الملكية             معرض الكتاب.. أين هو القارئ العادي؟             الدين ليس علما بالمفهوم الدنيوي للعِلم!             "فلسطين: الدولة المستحيلة".. إصدار جديد لعبد الحق نجيب             بنموسى يكشف طبيعة العقوبات المتخذة في حق الاساتذة الموقوفين             كبش وبصل وطماطم: تحالف ثلاثي غير مرح يُنكد فرحة العيد مع سبق إصرار وترصد             رسائل “الأسد الإفريقي” من قلب الصحراء..تعزيز جاهزية الجيش المغربي وتحذير للجزائر             رمال الصحراء تبتلع جماجم الجزائريين.. هل تنهي فرنسا أوهام مخابرات “عبلة”             بقيمة مليون دولار.. المملكة المغربية تعلن عن مشاريع ترميم وإعمار بالقدس             تلقيت جرعة “أسترازينيكا”..ما الذي عليك معرفته بعد الأقرار بأضراره؟             الغلاء والاقتطاعات يُدميان القدرة الشرائية قبل نحر أضحية العيد             نشرة انذارية.. أمطار قوية مصحوبة بالبرد             السياحة تسجل رقما قياسيا تجاوز 1.3 مليون سائح خلال أبريل الماضي             رسالة مستعجلة موجهة إلى منظمة الصحة العالمية: أنقذوا الجزائر من الحُمق الجماعي             الأمن الغذائي أولوية استراتيجية ضمن السياسة الإفريقية لجلالة الملك             مأساة في مراكش..وفاة ستة أشخاص بسبب تسمم غذائي             كوفيد-19..شركة “أسترازينيكا” تسحب لقاحها من جميع انحاء العالم             الحكومة تكشف سبب توقف الدعم الاجتماعي المباشر لبعض الأسر             بنموسى: صرف الزيادة في أجور الاساتذة تم في وقت قياسي             وسائل الغش الالكترونية تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب الامتحانات             الجزائر .. التشويق السياسي يربك جبهة الموالاة مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية             قفزة تاريخية.. المنتخب المغربي للفوتسال ضمن 6 أوائل عالميا             الجزائر تصب الزيت على النار..هكذا تشعل الحدود لتصدر أزمتها الداخلية             ما هذا المستوى؟                                                                                                                                                                                                                                                           
 
كاريكاتير

 
مواقـــــــــــــــف

معرض الكتاب.. أين هو القارئ العادي؟


الدين ليس علما بالمفهوم الدنيوي للعِلم!


هذا ما ينبغي فعله تجاه ما تفعله الجزائر بتراثنا المادي واللامادّي


مكاسب المغرب من الأزمة المفتعلة ضد نهضة بركان


البلطجة أسلوب حكم في الجزائر والكذب خط تحريري لإعلامها

 
أدسنس
head>
 
حـــــــــــــــوادث

بسبب كثرة حوادث السير.. تعزيز المراقبة على أصحاب الدراجات النارية

 
سياحـــــــــــــــة

السياحة تسجل رقما قياسيا تجاوز 1.3 مليون سائح خلال أبريل الماضي

 
دوليـــــــــــــــــة

بقيمة مليون دولار.. المملكة المغربية تعلن عن مشاريع ترميم وإعمار بالقدس

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 

»  راسلونا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

 
 
ملفــــــــــــــــات

كوفيد-19..شركة “أسترازينيكا” تسحب لقاحها من جميع انحاء العالم

 
وطنيـــــــــــــــــة

تخليد الذكرى الـ 68 لتأسيس القوات المسلحة الملكية

 
جــهـــــــــــــــات

تنظيم حفل بالسجن المحلي بأزيلال إحياء لذكرى تأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج

 
 

عبد الله نهاري وأنياب ما بعد الحداثة


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 04 يوليوز 2012 الساعة 26 : 21


 

 

 

عبد الله نهاري وأنياب ما بعد الحداثة

 

 

    كان من المتوقع جدا في زخم الربيع العربي ووصول الاحزاب الاسلامية للحكم واكتساحها في مختلف بلدان الربيع العربي ان تعيد القوى المتغربة رص صفوفها، والهجوم المضاد قصد كسر عظم الخصم ، ووقف نزيف خسائرها الفادحة. ولإفشال هذا النجاح او على الاقل التشويش عليه، حتى يرجح الميزان الى كفتها او تحقق التعادل السلبي تقريبا كما كان النموذج المصري شاهدا. وبهذا تكون قد حققت ما تسعى اليه "العلمانية الشاملة" عبرالاقطاب المتغربة -بالوكالة- سواء عن ادراك او عن غير ادراك هذه الاخيرة.


   هذا تاطير عام لما سيلي من القاء الضوء الكاشف على المنظومة الفكرية التي شرحها بجدارة  وبعمق المفكر العربي-الاسلامي الدكتور "عبد الوهاب المسيري" رحمه الله صاحب الموسوعة الضخمة الاولى عالميا "اليهود واليهودية والصهيونية" ومؤسس العديد من المفاهيم منها "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"  وشارح مفهوم "ما بعد الحداثة" وتضميناته الفلسفية بدقة فاقت الرؤوس الغربية.  والسياق الذي  تتبدى من خلاله اليوم اشكال هذه الهجمة الارتدادية التي يلاحق فيها الاستاذ عبد الله نهاري رائد الخطاب الحر الشجاع الثائر على الفساد السياسي والأخلاقي والاقتصادي وهلم جرا, هو من خلال الضجة الاعلامية المدروسة المفخخة, مردفة بالمتابعة القانونية المبتورة، هذه الدعوى المزعومة التي اعطيت ابعادا مأساوية تذكرنا بالأفلام المصرية -التي تعلمنا من خلال كثير منها المبادئ والقيم النضالية- حينما كانت ترمى على كل مصلح او مناضل تهم من قبيل التحريض على القتل وقضية امن دولة  ...


    الأمر كما نراه على ضوء فكر عبد الوهاب المسيري الثاقب والبالغ الدقة ومن خلال مصطلحاته  له جذور فلسفية تتبدى من خلال مقولات وتمسح التيار التابع المحسوب على الحداثة الذي يدعى انخراطه في  القيم الحداثية والتقدم، احيانا انطلاقا من المضامين الفلسفية لهذه المقولات، وفي احيان كثيرة عن جهل تام بهذه التضمينات الفلسفية التي الان لا تشتغل على الحداثة الحقة  التي تعني  :ا لتقدم الفكري و العلمي والتكنولوجي و رخاء البشرية ورفع الحرج والبؤس عن الانسان وتضميض الالام وتفتق الالباب وغزو النور لبقع الظلام والظلامية ومجاهل الكون، بكل ما تحمله مفردة الحداثة  وتفسيراتها التي تنادى لها بكل قوة وجاذبية الانبياء قبل غيرهم و الفلاسفة  حتى بلغت مبلغا تراكميا في القرن الثامن عشر مع "عصر الانوار"  وتحققت نسبيا بعد ثورات الصناعة والعلم والتكنولوجيا ; لكن الان  نحن للأسف ايها السادة لسنا امام الحداثة بهذا المغزى  بل نحن امام "ما بعد الحداثة"، اجل »  ما بعد الحداثة « La postmodernité » «  و لربما هذا  المصطلح المركب يجعلنا بين تفسيرين اولها مريح اي ان مفردة "الحداثة" لازالت متواجدة بكل ما تحمله من معنى ايجابي لكن "ما بعد" تحيل ايضا على ما فات وانقضى وما هو قادم في الان ذاته،  وهو بالضبط ما تحيل عليه هذه الكلمة المركبة, اننا الان في مرحلة حداثة غير الحداثة، بل نحن نعيش فترة ميتة بين التقدم والمجهول ان لم نقل المعلوم البائس الذي يترصد الانسانية ويحاول الزج بها في جنون السيطرة و"المادية ألصلبة" التي بررت صنع القنابل النووية ( تدمير مدن بأكملها بأطفالها ومستشفياتها وعجزتها في تجربة مادية بحتة متخففة من كل ما هو انساني والمبرر جاهز -الحرب الدفاعية ) التي بإمكانها ابادة الكرة الارضية وأمثالها في دقائق معدودة، اجل نحن امام مأزق شرحه المفكر عبد الوهاب المسيري بكل دقة وبأدلة واقعية  من خلال تفكيك المصطلحات وإعادة بنائها انطلاقا من المفاهيم الفلسفية الكامنة والوقائع السياسية والاجتماعية لحياة المجتمع  بعيدا عن التنظير و المبالغة والتكلف في اعمال الفكر والاستعراض اللغوي وإنتاج اللغة هباءا .


  ما جاء على لسان الصحفي المتحلل من القيم الانسانية الحقة و الاسلامية والمجتمعية التي بموجبها صيغ الدستور المغربي والتي تعتبر قيم انسانية حقة سامية، كان بمثابة تجل ومكبر صوت لما بات يتلاطم بقوة في خاطر "العلمانية الشاملة" التي اصيبت في مقتل بعد التهام زرع الربيع العربي الحي لحطامها الفكري المستورد الخالي من القيمة.


    فما عبر عنه الصحفي "المدعو الغزيوي" -وهو نفس  التعبير المستخدم ممن ارادوا الانتقاص من مكانة الاستاذ عبد الله نهاري- وللأسف حتى في عقر اعلامنا الذي اصبح رقم واحد في الطبل والزمر مستأسدا على بني جلدته ومتخلفا رقم واحد عالميا- تجسيدا للمنظومة الفكرية الرأسمالية العبثية الداروينية التي تمجد النسبية واللامعيارية وتسعى نحو "ثقافة التمركز حول الأنثى من اجل تسليعها واستخدامها كسلاح لكسب معاركها وكعلامة تجارية رابحة من اجل تحقيق اكبر المكاسب  على كل الاصعدة، تدور في فلك  منظومة فلسفية "احلالية"Panthéiste " معادية للإنسان كما عرفها المسيري مفككا تضميناتها الفلسفية. ورغم رفضه لمصطلح العلمانية -بفتح الفاء- لأنه اداة الفلسفة الاحلالية التي تساوي بين الانسان/الطبيعة، إلا انه وجد المصطلح متغلغلا يفرض ذاته على الحقل الثقافي لذا تعامل معه عن طريق التفكيك وإعادة التركيب وهنا ورد فى كتابه "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة" -من مجلدين-ما يلي : "نفرق  بين ما نسميه العلمانية الجزئية (الاختزالية التبسيطية) فصل الدين عن الدولة والعلمانية الشاملة فصل القيم الانسانية والأخلاقية والدينية عن الحياة في جانبها الخاص والعام" وهنا ورد خطاب من سبق "المدعو الغزيوي" من ناقلي الما بعد حداثة الغربية بحذافيرها ومن كبار منظريها الدكتور السوريعزيز العظمة الذي يقول : " ان العلمانية تؤكد"اولوية أللانهائية اي اعتبار حركة المجتمع حركة مستمرة لا غايات ولا نهايات لها، حركة منفتحة ابدا على التحول ".  لذا فهو لا يرفض الرؤى الميتافيزيقية (ماوراء الطبيعة)  وحسب  انما يرفض ايضا الرؤى الماهوية انه قفز قفزة واسعة الى عالم ما بعد الحداثة )تعليق المسيري). "وحينما يتحدث العظمة عن "وجه العلمانية الاخلاقى"  (من نطاق عالم النظرية الى عالم التطبيق وتحرك من المجال الفلسفي المجرد الى المجال المجتمعي المتعين)،  فسنجد المادة والحركة والسيولة نفسها فجوهر المنظومة الاخلاقية العلمانية (الشاملة) هو ربطها الاخلاق لا بالثوابت وإنما "بالتاريخ والزمن" ( المعطى الزمن المادي المباشر-الامر الواقع--الظروف الموضوعية)"(دار الشروق، ص93) .  ودائما يطغى مفهوم النسبية الاخلاقية عند تفكيك هذا الخطاب من قبل المسيري.   


     وفي كتابه الضخم (من حوالي سبعمائة صفحة) "رحلتي الفكرية فى الجذور والبذور و الثمر - سيرة غير ذاتية غير موضوعية" نورد للمسيري تفسيرا  حول مفهوم "ما بعد الحداثة والجنس" حيث يؤطر الفيلسوف عبد الوهاب المسيري "السعار الجنسي"  في اطار فلسفة ما بعد الحداثة التفكيكية  (زعيمها جاك دريدا) : "وهذا الاتجاه نحو الانشغال بالجسد والجنس اخذة في الاتساع مرتبطة بتساقط الاديولوجية وانتشار فكر ما بعد الحداثة"" (الفصل الرابع ، ص255). "يجب ان ننظر الى الاباحية الامريكية )النموذج الغربي( لا في علاقتها بالجنس وانما في علاقتها بالتشريح فبعض الاعمال الاباحية الحديثة تنظر للجسد لا باعتباره شيئا يثير الشهوة وانما باعتباره شيئا ينظر اليه بشكل معملي شبه محايد  فكان الهدف من الاباحية هنا ليس ارضاء الشهوات وانما اختزال الانسان الى جسد ثم تشريح او تفكيك هذا الانسان وتحويله الى مادة استعماليةلكل هذا ينظر للجنس بطريقة محايدة للغاية وكأنه نشاط  بيولوجي منفصل عن القيمة" (الفصل الرابع ، ص251). "ومهما كان الامر فان قضية الجنس كانت من القضايا المهمة التي اكتشفت من خلالها بساطة الرؤية الاختزالية وإنها تؤدى لا الى تحرر الانسان وإنما الى تفكيكه" (الفصل الرابع ، ص256). ودائما يقبع مفهوم الانسان الطبيعي ذو الحواس الخمس وفقط وراء الفكر الما بعد حداثي.هذا هو فكر حَوْسَلَة  )الانسان تحويل الانسان الى وسيلة -مصطلح سكه المسيري( يحارب كل ما هو "مطلق" -الدين- باسم الحرية والتحرر وعالم السيولة الاملس الذي تتساوى فيه الرذيلة بالفضيلة ،وتصبح الاخلاق والقيم الانسانية وقيم الشرف والشهامة وحتى الضمير مجرد خرافات وقوانين مثبطة تشتم فيها رائحة المطلق ملوثة بالمتافيزيقا معادية لداروينية  النتشوية التي لا تؤمن بما هو قيمي بل تؤمن بمبدأ الصراع والقوة والبؤس الانساني والتطور العدائي اللاغائي (اوجست كونت)والتحلل الكيميائي والنشوء العبثي, والنفاق والكذب على الذات من اجل اخفاء القهر وتبريره كما جاء على لسان "نتشه". هذا الذي الفكر يغلف بالدفاع عن حقوق الفرد والجماعات والاقليات و الانثى بشكل خاص جدا، ما هو سوى  مادة للاستعمال  لضرب بنيان التضامن الانساني و"المرجعية النهائية"  وبالضرورة مرجعيتنا النهائية التي تعتبر  ذخيرتنا الاخلاقية وكياننا الوجودي هي دين الاسلام بالنسبة لنا، لان الاسلام يمثل المطلق  وتعبير عملي عن مقاومة كل ما هو غير انساني، مادي، صارم لا يرى في الانسان الا "الحواس الخمس " ولا يأخذ بعين الاعتبار ثنائية الانسان/الطبيعة لان هؤلاء لديهم  احادية  مضادة لثنائية الانسانية  (روح/مادة) هم يؤمنون "بالكل الحلولي" المادة/الطبيعة الذي لا يسجد الا افقيا للمادة الصماء ;  بكون الانسان سلعة يجب الا تلوث بمنظومة قيمية تعوق استغلاله ونهش عرضه وحقوقه المتاصلة التي تفرض استمراريته  وفق كرامته. ورغم ما تبدو عليه هذه الدفوعات الشرسة من اجل ما يسمى "ارادة الإنسان"  وانفلاته من ربقة التخلف وسمو عقلانيته إلا ان القصد الكامن ليس هو اعلان حاكمية الانسان  بل الاعلان عن حاكمية المادة (النموذج الدارويني) الذي لا يعرف سوى قانون الغاب, الاقوى يسود، وهو تعبير  "مادي صلب" قائم في النظام العالمي الذي يؤثر رمي الفائض الزراعي او احراقه بدل تصديره لمناطق سحق فيها الانسان تحت وطأة المجاعات والحروب الممونة بالسلاح الغربي الذي غايته الاسمى هي البيع والشراء (محرك الاقتصاد) وضمان  توازنات القوى وفرض التدخلات والبلطجة الدولية لربح المزيد من المال وللابتزاز السياسي الممارس على الدول من اجل ترويضها والعبث بمقدراتها.


     ولعل تجليات هذا الانفلات الاعلامي -قطاع اللذة- الاباحي والتحريضي الرهيب المروع على الرذائل التي يأنف منها الانسان الحر والذوق السليم الذي لوثه هؤلاء هو السبب الرئيس في تهديد النسيج الاجتماعي عندنا، وتوالد جرائم زنا المحارم في اقبح صورها وأشنعها وما يتصل به من جرائم شتى واختلالات تؤدي ،ضرورة، الى ارتفاع معدلات الجريمة والتفكك الاسري والإجرام النوعي  وتهديد السلم الاجتماعي; بهذا الشذوذ الاخلاقي المؤطر و"المرشد " و المشرعن من انصاف المثقفين الذين لم يستوعبوا بعد مضامين الخطاب الغربي وفلسفته المعادية للإنسان وتواطؤ البعض لارتفاع رصيد قيم الجشع والتبلد الوجداني والانحراف النفسي والأخلاقي  عندهم,  لكل هذا نخرب بيوتنا بأيدينا ونساهم في دمار النوع البشري المقدس وانحطاطه بدعوى حماية حرية الانسان وإطلاق العنان لإشباع الجنس الشهرياري، المرضي الذ لا يعرف الحدود.  ولو كان القياس يبننا ويبن الغرب فالغرب لم يبلغ بعد العصمة من امره  ولم يتعدى مثالبه الانسانية فهو الان رغم ما حققه من ابهار وتطويع للمادة وخرق لكثير من اسرار الكون وهذا بكل موضوعية وتجرد يحسب له وهو ثمرة جهده واستعماله المادي للعقل، وهنا لا ننسى ان نثني عليه ونوقر بكل جدة انجازاته المبهرة والتى قطعا اتخذت من الحضارات السابقة قاعدة لها ومنها الحضارة العربية الاسلامية التى اضافت للعلوم الانسانية والمادية -وهذا شان الحضارات لكونها بناءً لحضارة تراكمية انسانية- فهو لازال كالطفل يفكك رموزا موجودة اصلا في هذا الكون ولكن ضآلة ومحدودية عقله توهمه بالسيطرة والاكتساح لأنه لا يرى الصورة من علٍ بل يراها وهو في الاسفل من تحت الحزام  في لحظة انبهار.


     الغرب يتقدم لكن في تقدمه يحمل اسباب ازمته القاتلة بما صنعت يداه فهو دس النفايات النووية في بطنه والقنابل الفتاكة على كفه العفريتي، و الامراض المستعصية تتناسل، والاستكبار العالمي الذي يرعى بذور الحروب والكراهية، ويدمر الغلاف الجوي، و  يستنزف الموارد الطبيعية، ويتلاعب بالجينات الانسانية، ويفاقم ذوبان القطب الجليدي، و ازمة المياه المرتقبة. مع كل هذا ستبلغ "الحداثة الجديدة" مبلغها في اقبار الانسان  وتبديد قوته وثرواته ومستقبل وجوده كما يفعل الابن السفيه الذي يبدد ارث الاب والأجداد فيحتفل بايام معدودات بجنون وسفه و تخريب حتى تذهب ثمالته ويستيقظ على عظام الامور فيتجرع مرارة العار و الافلاس وجها لوجه، ولعل هذا التوصيف ليس مغرقا في التشاؤم ولا مستنفذا لطلقات الدفاع عن ما هو ديني بل هو رؤية انسانية، نعم تستند الى رؤية  تدافع عن "المرجعية النهائية"  لكنها تحذر اساسا من صم الاذان  وإعماء البصائر والتمادي في معاداة الانسان والقضاء على مقوماته  بهدمه من الداخل وجعله عرضة لسفه  مجردا من مناعته القيمة. ليس الاستاذ عبد الله نهاري، الرجل الفاضل  الشجاع المحنك، من سعى الى نكوص المجتمع والأمة والانساينة وليس هو الخطر المهدد للأسرة والقيم الانسانية من تسامح وحق في الحياة، ولو اعدنا النظر في تحليل خطابه -حتى ولو نزعنا -جدلا- عنه اللحية والجلباب والنبرة المجلجلة- لوجدنا ان خطابه انساني راق من الدرجة السامية وان له نزعة انسانية تستميت من اجل الانسان وتمجيده في خطاب متزن بمتانة المنطق وغلبة العزم والإيمان بدعوته الانسانية، وحتى لو اخذنا خطابه على انه ديني محض ملوث باليمتافيزيقا –حسب هؤلاء- فهو لم يخالف الشرع ولا مبدأ التعقل كما رآه مخالفوه من المتخاذلين  الذين انتفخت بطونهم من خيرات الشعب من بعض العلماء دون ان يغاروا ولو لمرة على حرمات دينهم وأصالة معتقدهم بدعوى التريث والتعقل على غرار رثائية القمم العربية : شجب، ادانة واستنكار، هم العارفون بالله لم يستطيعوا حتى الوصول الى انكار المنكر باللسان فيا حسرتنا على بعض علماء الامة المتشرنقين ! وما اكثر سوادهم ... قبل حسرتنا على غلمان العلمانية الشاملة او قرود ما بعد الحداثة

 

الأستاذ هشام بالخصومي


 

 










[email protected]

 

 التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



مؤتمر البوليساريو 13 والفرصة الأخيرة لقبول مقترح الحكم الذاتي

ردود عن الصحراء من مواقع الكترونية

سقوط القدافي .. نهاية حتمية لجبهة البوليساريو الانفصالية

تمويل 20 فبراير لخدمة أجندة خفية...للتذكير

ملابسات الوفاة الغامضة لزينب الشاوي : عائلتها بأزيلال تشكك في وقائع الوفاة وتقول شنقها بفعل فاعل

من جرائم التكسب إلى جرائم العاطفة : جريمة قتل بأزيلال سببها امرأة

من هم 'أبطال' ثورة ليبيا التي حسمها 'الناتو'؟

المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يناقش بالرباط توظيف المناهج التربوية والإعلام

المجتمع المدني المغربي ودوره في التنمية

القضايا المغربية قضايا اجتماعية

عبد الله نهاري وأنياب ما بعد الحداثة

خطاب خارج دائرة الحوار .. من التكفير إلى الاستعلاء والتحقير

خطاب الكراهية والجهل في رحاب الجامعة المغربية





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  كاريكاتير

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  مجتمــــــــــــــــع

 
 

»  سياســــــــــــــة

 
 

»  تكافـــــــــــــــــل

 
 

»  اقتصـــــــــــــــاد

 
 

»  سياحـــــــــــــــة

 
 

»  وقائــــــــــــــــــع

 
 

»  وطنيـــــــــــــــــة

 
 

»  رياضــــــــــــــــة

 
 

»  حـــــــــــــــوادث

 
 

»  بيئــــــــــــــــــــة

 
 

»  جمعيــــــــــــات

 
 

»  جـــــــــــــــــــوار

 
 

»  تربويـــــــــــــــــة

 
 

»  ثقافــــــــــــــــــة

 
 

»  قضايـــــــــــــــــا

 
 

»  ملفــــــــــــــــات

 
 

»  من الأحبــــــــــار

 
 

»  جــهـــــــــــــــات

 
 

»  مواقـــــــــــــــف

 
 

»  دوليـــــــــــــــــة

 
 

»  متابعــــــــــــــات

 
 

»  متفرقــــــــــــات

 
 
أدسنس
head>
 
سياســــــــــــــة

أوزين و"الطنز العكري"

 
تربويـــــــــــــــــة

بنموسى يكشف طبيعة العقوبات المتخذة في حق الاساتذة الموقوفين

 
صوت وصورة

ما هذا المستوى؟


الندوة الصحافية لوليد الركراكي قبل لقاء منتخب أنغولا


استمرار بكاء الصحافة الإسبانية على إبراهيم دياز


مدرعات سريعة وفتاكة تعزز صفوف القوات البرية المغربية


تصنيف الفيفا الجديد للمنتخبات

 
وقائــــــــــــــــــع

صدمة كبيرة بعد إقدام تلميذ على الانتحارداخل مؤسسته التعليمية

 
مجتمــــــــــــــــع

الغلاء والاقتطاعات يُدميان القدرة الشرائية قبل نحر أضحية العيد

 
متابعــــــــــــــات

مذكرة توقيف دولية في حق صاحب صفحة “الفرشة” المختصة في الابتزاز والتشهير

 
البحث بالموقع
 
 شركة وصلة