رسالة بوتفليقة الستالينية إلى الجزائريين: أنا الرئيس رغم انفكم… و بعدي الطوفان فلا رجعت أم عمر … و لا رجع الحمار
العجب العجاب هو أن البلد الوحيد الذي يترشح فيه “شخص غير مرئي” لرئاسة البلاد هو الجزائر.. لا أحد يعرف مصير الرئيس المريض و المترشح إلا الوصي عليه أخيه السعيد، … الجزائريون لم يعودوا يتذكروا حتى نبرات صوت الرئيس الجاثم على صدورهم… الكل يقرأ رسائل باسمه، و يحمد و يهلل باسمه، و لا أحد رآه أو عرف مصيره… كما حدث مع الرئيس الأسبق الهواري بومدين الذي كان يبعث برقيات التهاني و التعازي، و يترأس اجتماعات و هو في ثلاجة الأموات منذ أسابيع.
هذه الحكمة الستالينية تلقفتها الجزائر و احتضنتها و أدخلتها في مبادئها السياسية المستهجنة كما فعلت بمبدأ تقرير مصير شعب “فبركت” له جمهورية شعبية ديموقراطية فوق تيندوف.
بوتفليقة… أو كما يسميه بعضهم “بوتفريقة” فرق الجزائر إلى ملل و نحل و هو فوق سرير الموت، و أوحي لهم عشية انطلاق حملة انتخابات محسومة النتائج مسبقا أنه يلبي رغبتهم (بدل أن يلبي رغبة الخالق) و يفرض نفسه عليهم، و الرسالة طبعا قرأها مذيع تلفزيوني كأنه هو المترشح… و كأنه عبد العزيز بوتفليقة بدمه و لحمه… و على طريق “ناقل الكفر ليس بكافر”
معلق جزائري أكد لنا “أن البلاد تعيش فترة عينية اختلط فيها الحابل بالنابل و وجد العسكر نفسه أمام “قنبلة موقوتة” يسعون لتفجيرها عن بعد قبل أن تنفجر في وجههم و يأتي على الأخضر و اليابس.
الرئيس المخفي يصرح و يعد بإصلاحات جذرية و طاقية إخفائه فوق رأس أخيه السعيد، و كلاشينكوفيه في يد الجنرال قايد و ميركوفون براباغاته في يد الجنرال السلال… و يده في رقبة الشعب الجزائري و مصيره بين أيدي العسكر… بعد الله…
حركة “بركات” الاحتجاجية سجلت نقاطا حاسمة في الداخل و الخارج… و استطاعت تحريك المشهد العبثي اللامعقول و صمدت أمام عنف النظام…
بوتفليقة الاول يعفي بوتفليقة الثاني … و يعطي الوعود المعسولة من سرير مرضه ليعبد الطريق له و يضع السلالة البوتفليقية على درب حكم الجزائر المريضة بنظامها الذي لا يعلو عليه نظام في التفاهة و السخافة و الضحك على مبادئ السماء و الأرض…
فهنيئا للرئيس المخفي بفوزه في انتخابات مرئية و محسومة النتائج لصالح طاقية إخفائه…و إذا لم تستحي فاصنع ما شئت و لا رجعت أم عمر و لا رجع الحمار.
الجزائر / سعاد نانجي