تزامنا مع احتفال الشعب المغربي برأس السنة الأمازيغية 2967 ، أو ما يواكبه من طقوس ما يعرف ب 'حاكوزا'..، وفي شكل من أشكال (الإحتفال)، خرج اليوم الجمعة 13 يناير في مسيرة قيل عنها احتجاجية لا احتفالية، مجموعة من التلاميذ إنطلقوا من ثانوية المسيرة التأهيلية، مرددين شعارات لها من الحمولة والثقل السياسي أكثر من ارتباطها باحتفال تلاميذ بسنة جديدة، أو مقتبسة من حضور ندوة سليمة التنظيم لاستحضار الدروس من أمجاد وبطولات السلف واستخلاص العبر، ليتوقفوا قرب ثانوية أزود التأهيلية محاولين استمالة التلاميذ بهذه المؤسسة وإخراجهم للإنضمام إليهم في هذه المعركة النضالية، حيث لا يوحي المشهد باحتفال...

مسيرة التلاميذ المقاطعين للدراسة توجهت أيضا الى الثانوية الإعدادية أحمد الحنصالي، ومن ثمة الى الثانوية التقنية...، لكن محاولتهم إخراج التلاميذ من فصولهم الدراسية باءت بالفشل، لمنعهم من قبل عناصر الأمن،  ورفض تلاميذ هذه المؤسسات  قبول الفكرة..

مسيرة مجموعة من التلاميذ أو مسيرة رأس السنة التي جابت الشوارع، لم تسجل خلالها أية أعمال شغب، في وقت تواكب عناصر الأمن والسلطة المحلية تحركاتها لتفادي خروجها عن نصابها، خاصة أن مقاطعة تلاميذ ثانوية المسيرة وخروجهم الى الشارع أتى بشكل مفاجئ ودون تأطير وأخذ الإحتياطات اللازمة..

بعض المتتبعين فسروا الاحتجاج مظهرا للفت انتباه المعنيين لجعل رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية، لكن في المقابل كان على الراشدين المطالبين بالعديد من المطالب أن يخرجوا هم للإحتجاج ويظهروا للعلن دون إقحام تلميذ بريء صفحة بيضاء يحتاج الكثير من المعرفة لتحصينه من أي انزلاق فكري وفهم للأمور غلط، أو من عنصرية وتعصب وتشدد..، والزج به في معركة سياسية من أجل مطالب ثقافة أقرها الدستور صراحة الى جاب باقي الثقافات التي تتناغم وتتكامل وتجسد التنوع الثقافي المغربي، أما عن عمق الهوية وأشياء أخرى فنحن مغاربة لا فرق بيننا ولا نقبل التعصب..

ليس من حق الراشدين المدافعين عن الثقافة الأمازيغية إقحام تلاميذ ينتظرهم الكثير من أجل التحصيل ومشوار دراسي طويل في مصلحتهم..

 رجاءا أتركوا القاصرين ودراستهم، وليتحمل كل واحد من البالغين مسؤوليته، فالتحلي بالحكمة لتنشئة اجتماعية سليمة يقتضي ذلك...

غالبا نزلاء الداخلية هم من ينزلقون وراء هكذا احتجاج وغيرها من الأساليب، ولأن أوليائهم يقطنون بتراب جماعات أخرى، على المسؤولين عن المؤسسة لعب دور إيجابي في التنشئة عبر برامج منتجة...

نتمنى  لهؤلاء النزلاء القاطنين بالداخليات النجاح في مشوارهم الدراسي، لا نريد لهم التعثر، آبائهم يعتقدون أنهم يكدون ويتعبون في التحصيل، ومنهم من يعقدون آمال عليهم..

وإن رأى الغير عكس ما نرى، فكيف يفسر إقحام إبنه أو إبنته في أمور السياسة في سن مبكرة..؟


أزيلال الحرة/ متابعة