ماذا تعرف عن جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه...؟
جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني فى مصر بعد أن من الله تعالي على “عمرو بن العاص” قائد الجيوش العربية بفتح مصر عام 20 هجرياً و 641 ميلاديا ، ويعتبر جامع عمرو بن العاص رابع مسجد بنى فى الاسلام فى سنة 21 هجريا و641 ميلادياً بعد المساجد التى بُنيت فى المدينة والكوفة والبصرة وعندما بُنى هذا المسجد كان أول مركزاً للحكم ومجلس للدعوة الاسلاميه بمصروكانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل هكذا حتى عام 53هـ / 672م ثم بدأت التوسعات علي يد “مسلمة بن مخلد الأنصاري” و” معاوية بن أبي سفيان “وبُنيت فيه أربعه مآذن، وبدأت الإصلاحات وفى التوسع بعد ذلك علي يد من حكماء مصر حتى وصلت مساحته بعد كل هذه عمليات التوسيعا لى أربعة وعشرين ألف ذراع معماري ،اما الآن مساحته بلغت 120 متر في 110 متر فقد اطلق عل جامع عمرو بن العاص عده أسماء منها “ا لجامع العتيق “و” تاج الجوامع ” وبعدها بُنيت اول عاصمه لمصر وقتها وهى مدينة الفسطاط الإسلامية ولقد كان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع ملكا لأحد الأشخاص يدعي “قيسبة” وكان فى يطل على النيل .
ولقد كانت أرضية الجامع مفروشة بالحصباء وسقفه كان مغطي بسعف النخيل الذي كان محمولا على ساريات من جذوع النخيل المغطي بالطين، كما أنه لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبراً وقد بنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف وكان للجامع ستة أبواب فى جدرانه ما عدا جدار القبلة فإنه لم يكن به أية فتحات ، و ارتفاع الجامع من الداخل كان حوالي ثلاثة أمتار مثل المسجد النبوي، و بالرغم من انه اشترك ثمانون صحابياً فى تحديد قبلة الصلاة به إلا أنها جاءت منحرفة قليلا نحو الشرق.
وقد أجريت على جامع عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتى عصرنا الحالي، وكان أول هذه التغييرات والتجديدات بالجامع فى العصر الأموي حيث زيد فى مسطح الجامع سنة 53هـ/672م، وعمل له صحن نظرا لزيادة عدد المصلين به. كما قام “مسلمة بن مخلد” سنة 53هـ/672–673م بعمل رحبة أمامية له من الناحية الشمالية وزخرف أسقفه وفرشها بالحصر لأول مرة بدلا من الحصباء.
ومن أهم توسوعات الجامع كانت على يد ” عبد العزيز بن مروان ” الذي كان حاكماً لمصر سنة 79هـ/698م حيث قام بتوسيع الجامع من الناحية الغربية ، وفى عام 93هـ/710م قام الحاكم “قرة بن شريك” بهدم الجامع وعمل أربع أروقة للجامع أكبرها رواق القبلة ، كما عمل للجامع مطهرة فى فنائه ، وعمل للجامع عام 94هـ محراب مجوف ووضع به منبر خشبي ووضع ايضاً أمام المحراب مقصورة مثل مقصورة “معاوية بن أبي سفيان “الموجوده فى الجامع الأموي بدمشق.
وفى العصر العباسي ايضاً تم التوسع فى مساحة الجامع عدة مرات كان أهمها زيادة الحاكم “عبد الله ابن طاهر” سنة 212هـ/827م حيث أصبح تخطيط الجامع مربع إلا أن أكبرعمارة بالجامع كانت علي يد ” مراد بك “عام 1212هـ/1792م حيث تغيرت عمارة الجامع تماما ووقت الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ، خاف الوزير ” شاور” من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط الاسلاميه فأقام بإشعال النيران فيها لانه كان عاجزاً عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط واحترق جامع عمرو بن العاص معها وتخرب وتهدم ، وبعدها ضم ” صلاح الدين الأيوبي ” مصر إلى دولته، أمر بإعادة بناء المسجد من جديد فى عام 568 هـ، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه ، أما التخطيط الحالي للجامع فإنه يتكون من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة ، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ويتكون من إحدى وعشرين بائكة عمودية على جدار القبلة ، وتتكون كل بائكة من ستة عقود مدببة مرتكزة على أعمدة رخامية ، وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي .