|
|
بعد أربعين سنة من المناورات.. بنكيران يسقط في كمين نصبه بنفسه
أضيف في 27 نونبر 2017 الساعة 04 : 17
بعد أربعين سنة من المناورات.. بنكيران يسقط في كمين نصبه بنفسه
سقط عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بضربة من سلاحه، فهو الذي بنى هذا النسق منذ أربعين سنة عبر مناورات متعددة، وعندما حاول الخروج عنه لظروف شخصية تتعلق بإبعاده عن رئاسة الحكومة وجه إليه "الإخوان" نيران صديقة بالسلاح الذي صنعه بنفسه، بعد أن نسي أنه مارس "الأبوية" على جل الإخوان، الذين كبروا وهم يسعون اليوم للتخلص منه لأن الأب أصبح عائقا أمام السير العادي للحزب.
الطريقة التي سقط بها بنكيران هي التي أسقط بها الكثيرين في طريقه، ولا يفهم عدد من المتتبعين هجوم أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق للتوحيد والإصلاح، على الولاية الثالثة لبنكيران، ظنا منهم أنها مرافعة علمية شرعية، بينما هي انتقام شخصي، لأن بنكيران دفع في اتجاه إقالته من الحركة بعد تصريحاته الغبية حول إمارة المؤمنين، وسارع للتخلص منه، وعقد اجتماعا في بيته لقادة الحركة طالبا منهم طرده في أسرع وقت بمبررات عديدة، لكن الأصل لم يكن تلك التصريحات وإنما التخلص من القادمين من رابطة المستقبل الإسلامي.
والضربات التي وجهها بنكيران لإخوانه لا تعد ولا تحصى، منذ ولوجه الحركة الإسلامية إلى الآن، فهو الذي أسقط شيوخا في طريقه من أجل تولي قيادة الحركة بل تنكر لعبد الكريم مطيع مؤسس الشبيبة الإسلامية نفسه، ناسيا أن من بين الذين دفعوه اليوم إلى الحافة كانوا من جيله ويعرفون مكره، كما خطط لطرد الخطيب نفسه من الحزب لولا الحاجة إليه في البداية، قبل أن يدفعه في النهاية ليصبح رئيسا مؤسسا بصفة شرفية لا اقل ولا أكثر، وقد مات الخطيب وهو غاضب منه ومتذمر من وصوله إلى منصب الأمانة العامة.
عندما ينتفض أعضاء الحزب اليوم فإنهم ينتفضون ضد شخص ركبوا معه السفينة وأراد اليوم أن يحدث فيها ثقبا قصد إغراقها، وواهم من يعتقد أن بنكيران كان سيحقق شيئا يذكر للحزب في المقبل من الأيام، لأنه بكل بساطة كان يقود الجميع نحو الهاوية، بعد أن حاد عن النسق الذي رسمه، فعندما كان قياديو اليوم يثورون بالأمس كان بنكيران يعلمهم الجبن ويوم فهموا اللعبة السياسية وقواعدها أراد أن يصبح ثوريا.
عندما تشتد المعارك يتشبث واحد من الفريقين بالأصل. وهذا ما حدث. تخلى بنكيران عن الأصل الذي انطلق منه وأسس له وتشبث به الآخرون، الذين كانوا يناورون من أجل الوجود، وانهزم بنكيران وانتصر إخوانه.
جرب بنكيران وصفات كثيرة للبقاء في قيادة الحزب لكن فشلت جميعها لأن الظرف لم يسعفه. جرب الظهور بمظهر البطل الذي يرفض التحكم لكن أصحابه يعرفون أنه لم يركب أمواج البطولة في يوم من الأيام، بل كان متعاونا مخلصا. وجرب السيطرة على حركة التوحيد والإصلاح غير أنه وجد نفسه فاقدا للسيطرة على المقود خلال رئاسته للحكومة وانقلبت عليه الحركة التي أسسها منذ سنين طويلة وأصبحت من الداعين إلى رفض الولاية الثالثة، ثم انقلب عليه الوزراء في عملية قتل للأب بينما مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان لا يعترف له بفضيلة لأنه رسم مسارا مختلفا وكان صديقا لإدريس البصري بينما كان بنكيران صديقا لأحد الضباط.
أبناء العدالة والتنمية يعتبرون الحكومة غنيمة ووسيلة للتمكين، وعودة بنكيران للقيادة يعني الدخول إلى عالم المجهول وخسران كل المكتسبات التي حققتها الحركة في طريقها وهو ما لا يريدونه ولا يقبلون به.
بوحدو التودغي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|