قضية الجندر...
قي جميع الأحوال من الضروري إعطاء اهتمام خاص, .فهذا المصطلح يتم سماعه في كثير من الأحيان ، ولكن في الواقع فان العديد من العاملين الميدانين لا يزالوا يتساءلون عما يعنيه هذا المصطلح بالتحديد ، وفي سياقنا هذا فان المفهوم يعني ببساطة انه في كل بيئة تكون احتياجات وأدوار الرجال والنساء مختلفة. و بالتالي فان اهتماماتهم تكون مختلفة واحتياجاتهم مختلفة والطرق التي ينظرون بها للأشياء مختلفة وإسهاماتهم في التنمية تكون أيضا مختلفة.
في الماضي كان الاهتمام ينصب على "المجتمع" دون الاخد في الاعتبار هذا الاختلاف , وكنتيجة لذلك فان دور النساء غالبا ما يهمل قي عملية التنمية على الرغم من أن مشاركتهن كانت ركنا أساسيا , ولتعزيز تلك المشاركة أدركنا في فترة وجيزة بأنه ليس من الكافي أن يتم ببساطة التركيز على السيدات كجماعة منفصلة ولكن في جميع الأحوال يجب ايلاء الاهتمام للأدوار المختلفة للرجال والسيدات ، وللعلاقات المختلفة ، والتفاعلات بين تلك العلاقات السائدة والأدوار في مجتمعات بشرية معينة, وهذا الإدراك هو السبب وراء ذلك الاهتمام الشديد بالجندر.
ومن منظور التواصل والتشارك فان قضية الجندر تنطوي على أمرين، الأول: من الضروري التمييز الواضح بين احتياجات الرجال والنساء وعلاقاتهم، وللقيام بذلك يجب أن يدرك كيفية تأسيس التواصل مع النساء في كل الظروف.
وأكد أن الجنسين قادران على انتهاج طريق الإسلام للوصول إلى الكمال المعنوي والمادي لبلوغ الحياة الطيبة : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .فالإسلام يرى المرأة كالرجل إنسانا مستقلا حرا، و هذا المفهوم جاء في مواضع عديدة من القرآن الكريم كقوله تعالى :( كل نفس بما كسبت رهينة ). ومع هذه الحرية فالمرأة والرجل متساويان أمام قوانين الجزاء أيضا : كقوله عز وجل : "( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة...). ولما كان الاستقلال يستلزم الإرادة والاختيار، فقد قرر الإسلام هذا الاستقلال في جميع الحقوق الاقتصادية وأباح للمرأة كل ألوان الممارسات المالية، يقول الله تعالى: ( للرجل نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) فكلمة ( اكتساب) خلافا لكلمة (كسب) لا تستعمل إلا فيما يستفيد الإنسان لنفسه ، لفهمنا مدى الاحترام الذي أقره الإسلام للمرأة بمنحها الاستقلال الاقتصادي، ومدى التساوي الذي قرره بين الجنسين في هذا المجال. وعلى عكس ذلك نجد المرأة في نظر المجتمعات الغربية غير مستقلة الشخصية في جميع الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقد استمر هذا الوضع في قسم من المجتمعات حتى القرون الأخيرة. فمثلا في فرنسا دار النقاش في مؤتمر حول استحقاق المرأة أن تعتبر إنسانا أم لا تستحق ذلك؟ وكانت النتيجة أن اعتبرت المرأة إنسانا ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب..
أزيلال الحرة