حوار مع مرشد سياحي جبلي بأزيلال.. وضعية المهنة لا تبشر بالخير
في حوار مع مهني في المجال، يتبين أن القطاع السياحي يعاني من إكراهات وصعوبات جمة، خاصة ما بتعلق بتجاهل المرشدين الجبليين وعدم دعمهم وتحفيزهم، اعترافا بالمخاطر التي تحيط بمجال اشتغالهم، و بالخدمات والمجهودات التي يبذلونها أثناء تعاملهم مع السياح، لحثهم على العودة واستقطاب أعداد هامة منهم وإدخال العملة الصعبة..
فيما يلي، حوار مع السيد الحسين أيت احماد مرشد جبلي خريج مدرسة التكوين بأيت بوكماز إقليم أزيلال، أتت أجوبته كما يلي:
1 – هل لكم دور في التنمية السياحة وهل هناك صعوبات ؟
طبعا لنا دور هام في التنمية السياحية، فبدون مرشدين سواء كانوا جبليين أو حضريين، لن تستطيع وكالات السياحة تقديم منتوجاتها، فالمرشد سفير لعدد مهم من الدول يتحدث لجنسية ما بالفرنسية وأخرى بالانجليزية أو الألمانية، نسهر على أمنهم وسلامتهم ..، غير أن الفرق يكمن أساسا في الميز الذي تعمد إليه الوكالات السياحية، فبذلا من تشجيع السائح الجبلي تقلل من قيمته، ومتجاهلة للمخاطر التي تعترضهم بالجبال أو على الأقل تشجيعهم ولو معنويا بكلمة طيبة.. ، فكيف يعقل أن المرشد الحضري يتقاضى لجولة يوم ولا تستغرق 3 ساعات أكثر مما يتقاضاه المرشد الجبلي الذي يجوب الجبال لمدة أسبوع .
2 – أليست لديكم جمعيات تنظم المهنة وتدافع عن سفرائها ؟
هناك العديد من الجمعيات وفيدراليات خاصة بالسياح، تشتغل في الكواليس لم نرى منها أي دفاع عن المصلحة العامة للمرشدين الجبليين، بينما تقتصر على الدفاع عن مصالح مكاتبها المسيرة في خرق واضح للمبادئ والأهداف والأبعاد ..
3 – هل سلمت لكم بطائق تدل على مزاولتكم للمهنة ؟
سلمت لنا البطائق ففوجئنا بكونها تحمل في البداية شرطا يمنعنا من مزاولة المهنة بغير اللغة الفرنسية، فنحن لا نتعامل فقط مع السياح الفرنسيين، فكما يأتي موكب فرنسي قد يأتي انجليزي أو ألماني، وبالبطائق المسلمة لنا ليس بإمكاننا مزاولة المهنة بغير الفرنسية وسيحكم على من له الإجازة في اللغة الانجليزية أو شواهد في اللغة الألمانية أو قضى تكوينا في انجلترا أو غيرها بالتحدث بلغة واحدة معممة على الجميع، ومن أجل ذلك فقد تم استدعائنا من الجهة المعنية وقمنا باجتياز امتحان تمحور حول إمكانية إضافة المرشد السياحي للغة ثانية يثقنها، لكن بقي الموضوع معلقا حيث لم تسلم لنا الى يومنا هذا بطائق مغايرة تحمل لغة ثانية مما يفيد ان البطائق الأولى هي التي لاتزال سارية المفعول، فمن الواجب تشريع قوانين تخدم المصلحة العامة للمرشدين الجبليين، من شأنها تقديم ضمانات تحفز المرشدين لتقديم إضافات نوعية للسائح الأجنبي.
4 - ما قدر الأجرالشهري الذي تتقاضونه من قبل وكالات السياحة التي تعملون لصالحها ؟
أريدك أن تعلم بأن الوكالات التي نعمل لصالحها لا تبالي سوى بمصلحتها كعمل تجاري غايته الربح لا غير وإن كان ما تجنيه من أموال نتيجة لعرقنا، أما ما نتقاضاه فلا يعدوا سوى منح خلاصة يوم أو أيام عمل وقد تنفق من مالك الخاص أحيان لضمان سلامة السائح إبان الجولة دون تعويضنا من قبل الوكالة، كما لايشتغل الجميع على مدار السنة، قد يشتغل البعض شهر أو ثلاث أشهر وقد يتوقف لسنة بكاملها.
5- كيف تبدوا علاقة المرشد الجبلي بالسائح الأجنبي؟
حقيقة هي علاة جيدة يسودها الإحترام والإلتزام، حيث في الواقع علمنا مؤخرا أن الجهة المسؤولة عن القطاع السياحي بالمغرب شرعت في تقزيم المهنة حيث تستعد لتغيير إسم المهنة من مرشد جبلي الى المعني بالمجالات الخضراء، في شكل صفة تجعل السائح يعتقد أن الأمر يتعلق بحارس الحدائق أو متخصص في النباتات، فبدل تشجيع وتحفيز المرشدين السياحيين حضريين او جبليين اسوة ببعض الوزارات الأخرى، عبر إدراج لسلاليم الترقية مراعاة للمجهودات وما يقدمه المرشدين باعتبارهم سفراء لدى الأجانب. فاعترافا بمجهود بعض الفنانين أو الرياضيين في إبراز مكانة المغرب لدى الغرب لا يختلف عن دور المرشدين السياحيين، فالتحفيز المطلوب يصب في مصلحة المغرب، والمرشدين الذين أسدوا مهام للسياح مما يترك انطباع في نفوسهم وما يدر مدخولا من العملة الصعبة لابأس في تشجيعهم بالترقية بشكل تدريجي عبر سن قانون في الموضوع، والإستعانة بهم لتطوير المنظومة السياحية ببلادنا...
6– هل لكم ضمان اجتماعي :
لم يقدموا لنا حتى مستحقاتنا فما بالك بالضمان الاجتماعي، فنحن لا ضمان اجتماعي لدينا، ولا تأمين عن المخاطر التي قد تلحق بنا وخصوصا وأننا نشتغل بالأماكن الوعرة بجبال الأطلس، ولا نلقى على الأقل أذنى كلمة شكر من الوكالة التي لا تهمها سوى مصلحتها، ولا تشجيع من الدولة للإجتهاد أكثر والرقي بالقطاع، وفي زمن نتحسر على إغلاق مركز تكوين المرشدين السياحيين بجماعة تبانت...
أجرى الحوار/ أزيلال الحرة