الشاهنشاه بوعشرين
من منا لم يعش لحظات تتبع مسارات الثورات العربية وما واكبها من أحداث دامية ومعجم جديد يحيل على عقلية جاهلية تمتاح من قاموس الانتقام والثأر، فاستعمال جملة أسبوع الحسم كعنوان يحيلنا على اليمن ومصر أيام "جمعة الحسم" التي لم تحسم في شيء غير تعداد الضحايا وبرك الدماء.
والحسم في اللغة العربية من الحسام وهو اسم من أسماء السيف والمرتبط دلاليا بالدماء، واستعمال هذه المفردة وهذا الإيحاء يجعل الكاتب يتعدى حدود تحليل لوضعية سياسية معيشة وعادية إلى تصور شكل الاستقالة (استقالة رئيس الحكومة وإعلان فشله في تكوينها) وابداء النصح لمختلف مؤسسات الدولة بل حتى تأويل الدستور، لنجد أنفسنا أمام رجل فوق كل المؤسسات، قد يكون الشاهنشاه بوعشرين أو هيلاسيلاسي أو آمون مستشار ومنظر فرعون الأول، فقد أزاح أربعة أحزاب بجرة قلم لا يحبهم هو وأخوه الأكبر، فأما إلياس فكافر وأما شباط فمجنون وأما الشيوعي فرضي الله وهو عليه لأنه جعله ذميا.
ختم الشاهنشاه مقالته بالسقوط ومصطلح السقوط مرتبط في ذاكرة المغربي البسيط بالسقوط في المرحلة الابتدائية من التعليم، وما أكثر أبناء هذا الشعب اللذين "سقطوا" ليصبحوا بعد ذلك من بناة هذا الوطن ( بجيشه وأمنه ومستثمريه ورجاله ونسائه...، ليبنوا هذا الوطن رغم ضنكهم ورغم معاناتهم مع البرد القارس بدون جوارب أو أحذية تركية لتصنع منهم رجال، هذا الشعب الطيب الذي أكل "القديد" وشرب "مرق البابوش" وأكل "الطون والحرور" هو الذي عبد طريق الحرية للداي والباي والسلطان، ليتحدثوا خارج الركب عن سقوط نصف المملكة في النصف الآخر في زمن استعادة أمجاد الإيالة الشريفة بإفريقيا.
بقلم: رفيق أكيز