العنوان الذي اختاره الموقع للتشفي في قرار المغرب

كتائب العدالة والتنمية تتشفى في انسحاب المغرب من الكركرات وتعتبره انهزاما

مباشرة بعد القرار السيادي للمملكة المغربية القاضي بالانسحاب الأحادي من الكركرات، وفي الوقت الذي كان المتتبعون ينتظرون إجماعا من الرأي العام الوطني حول هذا القرار ومباركته والدفاع عن أهدافه وخلفياته، انبرت كتائب العدالة والتنمية كما هي العادة لمعاكسة التيار من خلال الضرب في هذه الخطوة الجريئة والتشكيك في جدواها، بل ذهبت وقاحتهم حد دبج مقال يسير في اتجاه أجندات الخصوم وأعداء الوحدة الترابية..

"الملك يأمر بانسحاب الجيش من الكركارات…تكتيك أم هزيمة؟ " هذا هو عنوان المقال الذي نشرته الصحيفة الرقمية "الرأي المغربية" التابعة للبيجيدي ..!! والذي تحاول كتائب الحزب الاسلاموي إسقاط هزائمه على قضايا الوطن ...!!

نكرر ما قلناه دائما أن كل الأحزاب السياسية بويلاتها تحتفظ بشيء جميل داخلها: حب الوطن. وحب الأوطان من الإيمان كما جاء في الأثر. إلا أبناء العدالة والتنمية قد يبيعون الوطن لأول مشتر لو وجدوه وكانوا متأهبين لذلك مع أمواج ورياح ما سمي بالربيع العربي، حيث كثرت أسفارهم ورحلاتهم حينها، وتعددت لقاءاتهم بكل من أمريكا وقطر وتركيا وقيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

هؤلاء يأكلون من خيرات الوطن ويسبونه ويتمنون له كل شر لأنهم لم يجدوه لقمة سائغة. فشل بنكيران في تشكيل أغلبية حكومية واقتراح حكومة يعينها جلالة الملك كما ينص على ذلك الفصل 47 من الدستور، دفعهم لإخراج سمهم مثلما تفعل الأفاعي. طبعا زعيم الحزب يعرف كيف يوظف الأتباع لهذا الغرض.

موقع الرأي المغربي الذي تأسس في الآونة الاخيرة، حصل على امتيازات لم يحصل عليها أي منبر صحفي من قبل. متعه الحزب الأغلبي بصفقات مهمة من المركز السينمائي. العنوان الذي من أجله تأسس وهو الممول من قبل حزب الإسلاميين هو الضرب في المؤسسات. يكتب اليوم بشكل مغرض "الملك يأمر بانسحاب الجيش من الكركارات…تكتيك أم هزيمة؟".

إن هذا السؤال وحده جريمة في حق الوطن. لماذا هو جريمة؟

المغرب ليس منهزما ويعرف الجميع هذه القضية. لكن لنفترض أنه فعلا انهزم وهو فرض محال كما يقول المناطقة. فكل بلدان العالم ينبري إعلامها، سواء الذي تموله الدولة أو الخاص للدفاع عن الوطن. كل الإعلام يصور البلد منتصرا. هل تتصورون من الإعلام السوري مثلا تصوير تراجع الجيش في مكان ما على أنه هزيمة؟ لا يمكن أن يفعل ذلك إلا خائن لوطنه.

مجرد السؤال هل انسحاب المغرب، أي سحب المظاهر العسكرية من الكركرات، هل هو هزيمة؟ يعتبر خيانة للوطن يلزم معاقبة صاحبها. المغرب في معركة دامت أربعين سنة قبل أن يوجد المشرفون على الموقع المذكور الآكلون المال العام بالسحت. هذه المعركة انخرط فيها الجميع.

لم يكن عبد الرحيم بوعبيد، جدد الله عليه الرحمات، رئيسا للحكومة معينا ينتظر تشكيل أغلبية، ولم يكن رفاقه في الحزب وزراء، لكنه كان في سجن لعلو بالرباط وكان رفاقه في المعتقلات والمنافي. ولما ناد منادي الوطن خرج من السجن ولم يسأل كيف تم اعتقاله ولا لماذا تم اعتقاله ولكن جمع أغراضه وجاب العالم يدافع عن الصحراء المغربية.

لهذا دائما نقول بأن حزب البيجيدي ليس حزبا وطنيا.

بوحدو التودغي