في الصعوبات المطروحة بأزيلال لإنقاذ حوامل من مناطق محاصرة بالثلوج وسؤال عن دور المنتخب..؟
على ما يبدوا أن تراب إقليم أزيلال الذي يغلب عليه الطابع الجبلي ويتسم ببرودة شديدة في فصل الشتاء، رغم كل ما يبذل به من مجهودات في المجال الصحي، لا تزال تطرح صعوبة إنقاذ بعض الحوامل في فترات تساقط الثلوج، وهي حالات إستثنائية حيث القاعدة هي التدخلات الناجحة لانقاد الحوامل ومختلف الحالات الحرجة، في إطار التنسيق بين السلطات المحلية والإقليمية ومندوبية وزارة الصحة والمصلحة الإستعجالية بمراكش، ونقل المرضى على متن مروحية طبية مجهزة، على متنها طاقم طبي يشرف على تقديم الإسعافات الأولية..، لكن وإن على سبيل الإستثناء أحيانا يكثر القيل والقال وكثرة السؤال، في محاولة من البعض تحوير الصحيح وقلب الإستثناء قاعدة مما يفيد التعميم..
بخلاف حاضرتي إقليم أزيلال، ليست مراكز الجماعات هي فقط التي تحتضن ساكنتها، حيث غالبية سكانها لا يقطنون بمراكزها التي تصلها الطرق وخدمات أخرى، فبتضاريس وعرة من الجبال العالية والغابات وضفاف الأنهار ينتشرون بشكل متناثر، و بين مسكن وآخر أو بين كانون وكانون آخر وهكذا دواليك مسافات متباعدة، تكون غالبا ملكا خاص لهم يزاولون بها أنشطهم الفلاحية ومصدر علف ماشيتهم، كذلك من بينهم من يتخذ من الغابة مصدر الرزق..
وبسبب هذا التشتت يصعب احتواء كل المشاكل المرتبطة بحكم الطبيعة القاسية، ومما يطرح أيضا صعوبة ربط كل هذه الكوانين بالمحاور الطرقية والمراكز، وتقريب الخدمات العمومية..
من الحالات الإستثنائية التي لم تستفد من النقل عبر مروحية طبية، أفاد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بأزيلال عن حالة وفاة سيدة بجماعة أيت عباس أثناء الوضع، أن المشكل يعود الى عدم إخبار مندوبية وزارة الصحة بأزيلال أو أية مصلحة من مصالحها من قبل السلطة المحلية- بمعنى القائد وأعوانه، عن الحالة الحرجة لهذه المرأة الحامل التي عانت أثناء الوضع بمسكنها المحاصر بالثلوج، ونقيض ذلك أن جميع الحالات الأخرى التي تم فيها التنسيق والإخبار نقلت على متن مروحية للإستشفاء..
من القراءة المجردة يتضح التقصير، لكن واقع الأمر أن ما يجب الإشارة إليه هو عدم نقل الحوامل الى دار الأمومة القريبة من الطرقات حيث تم إشعارهم بموجة البرد القارس وتساقط الثلوج، ومثال سيدة جماعة أيت عباس رحمها الله، فدار الأمومة بجماعة أيت امحمد مقر قيادة الجماعتين كان من الممكن أن يكون مسكنها في فترة مخاضها التي تتزامن وفترة الثلوج وارتفاع سمكه واشتداد البرد القارس، وعملية مواكبة الحوامل وإحصاء الحالات كان من المستحسن أن يتم في فترات سابقة لهذه الفترة، حيث تمكن العملية من معرفة حالات المخاض وتفادي حتى الإستثناء الذي يجده البعض السيء النية مناسبة لتمرير الحقد والتغليط والتلاعب في شياعة الخبر على سبيل التعميم...
وحيث يتم التنسيق بين العمالة والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والسلطات المحلية، نتساءل عن موقع المنتخب الجماعي منه؟ وعن دوره كممثل للساكنة للمساهمة في معالجة الإستثناء من الحالات المرضية دون ' نعاش'، ولو إكتفى بالإخبار والتبليغ..؟؟.
وللتخفيف من حدة موجة البرد، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، يتم إيصال العديد من المساعدات الإنسانية كل سنة لساكنة المناطق المتضررة، من أغذية وملابس وأغطية، والإستفادة من الخدمات الطبية للمستشفيات الميدانية ومن برامج وزارة الصحة، وخلق مراكز لإيواء الأشخاص دون مأوى..
أزيلال الحرة/ متابعة