وقد أثار شريط فيديو أنجزته قناة البلاد، وتم نشره على نطلق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، عطف المغاربة، الذين لم يستسيغوا كل هذا الغلاء الذي تعيشه دولة النفط والغاز، واحتوى الشريط كلمات مؤثرة لجزائريين من مستويات اجتماعية مختلفة، أجمعوا كلهم على استنكار غلاء المعيشة بشكل لا يطاق.
فالموظف الذي يحصل على راتب بمقدار مليون ونصف مليون دينار ليس بمقدوره توفير كافة حاجياته، حيث وصل الأمر بالباعة إلى الاستغناء عن الوزن بالكيلوغرام والبيع بالـ"وحدة"، يعني موزة من الحجم الصغير تساوي 1600 دينار و"بطاطة" واحدة تساوي حوالي ألف وهكذا دواليك حيث أصبح الكيلو يعني خراب الجيوب.
لم يعد بمقدور مواطن جزائري أن يشتري لأولاده الفاكهة مرة كل أسبوع لأن كيس فواكه قد يساوي 200 ألف دينار وهو ما يعادل نصف راتب موظف بسيط إذا تم احتساب الأمر أربع مرات في الشهر، وهي كارثة لا يمكن قبولها.
سيدة جزائرية تصرح للقناة المذكورة أنها لم تعد قادرة على النظر في الموز، وهو اليوم أصبح بكثرة في كل بقاع العالم، وان ابنتها إذا رغبت في ذلك، وهي موظفة، فإنها تشتري حبة واحدة حفاظا على ما يمكن أن تعيش به الشهر بأكمله، بما يعني أن أي مصروف إضافي يشكل عالة طويلة الأمد على أي موظف ناهيك عن أصحاب الحرف المياومين.
في وقت لم تعد الفاكهة مادة استهلاكية تكميلية أو إضافية وأصبحت حاضرة في كل موائد العالم، وأصبح المواطن يتناول الفواكه الغريبة التي لم تعد مرتفعة الأثمان، دخل المواطن الجزائري نفقا مظلما سيفتقد معه حتى الأساسيات وخصوصا الخبز والسكر والزيت، التي ستصبح عملة نادرة.
ورغم كل ذلك فإن النظام العسكري ذو الواجهة المدنية متمادي في غيه، ولا يريد طرح حلول ممكنة، بل يصر على أن تشتعل النار في كامل الجزائر، حيث بدأت الانتفاضة المشتعلة في الانتقال من مدينة إلى مدينة، وفي ظل البطالة المرتفعة فإن لهيب النار سيأكل كل المدن والقرى الجزائرية.
وما لم يفكر فيه النظام العسكري هو أن التنظيمات الإرهابية، التي تهدد المنطقة بأكملها تتربص بهذه الدول وتحاول استغلال هذه الظروف للسطو على الحراك الجماهيري وتحويل البلاد إلى رماد مثلما فعلت في سوريا والعراق وليبيا.
بوحدو التودغي