إنتهاك حرمة مقبرة بجماعة أكودي نلخير و الإعتداء على كرامة الموتى.. أين المسؤول؟
'حتى المقابر لم تسلم من التعسف، أو حين يصبح نبات الدوم القصير شجرة نخيل طويل'
للآدمي، سواء كان حيا أو ميتا ، حرمته التي لا يجوز انتهاكها، و إتيان هذا الفعل يعتبر جريمة في نظر القانون. عظمة الشريعة الإسلامية السمحاء تكمن في تمتيع الأموات بحرمتهم التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال، أو لآي سبب من الأسباب، انتهاكها أو العبث بها . هذه الشريعة تحفظ النفس وتحميها من أي مكروه في حياتها الدنيا، ويتجاوز هذا الحفظ مرحلة الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة حين يتحول الإنسان إلى جسد هامد، لا يملك صاحبه قدرة الدفاع عن نفسه من أجل حمايتها أو التصدي لاعتداء عليها..
أيضا، كل التشريعات تجرم الأفعال التي تمس كرامة الإنسان حيا أو ميتا، لأن للأحياء كرامتهم وللموتى ولأماكن دفنهم حرمتهم التي لا يجوز انتهاكها أو العبث بها أو هدمها أو حفرها أو القيام بغير هذا من أفعال عدائية في حقهم.
كذلك القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات، ينص- من بين ما ينص عليه- في فصله الثاني المتعلق بالمرافق والتجهيزات العمومية الجماعية، وفي مادته 83، بقيام الجماعة بتدبير وإحداث وصيانة المقابر.
إذا كان هذا هو حال التشريع القانوني، فما بال الواقع التطبيقي المعاش عل مستوى جماعة أكودي نلخير بإقليم أزيلال ؟
الواقع في هذه الجماعة الترابية يبين تصادم النظرية القانونية التشريعية مع الممارسة اليومية الواقعية، بحيث نصبح شهودا عيانا على واقعة انتهاك حرمة المقابر و الاعتداء على كرامة الأموات على الأقل في مناسبتين اثنتين كالتالي :
1- مقبرة "أيت أدرا"،
الواقعة يمينا للمسلك ألطرقي العمومي من دوار أكرض في اتجاه دوار تاكووت. هذه المقبرة كانت وإلى حدود السبعينات من القرن الماضي، مكانا لدفن موتى دوار اكرض. امتدت إليها أياد الشر في أللآونة الأخيرة وتم حفرها وهدمها بآلات جارفة، وأصبحت مقلعا للأتربة لتهيئ المسالك الطرقية القروية التابعة لجماعة أكودي نلخير.
2- مرقد الولي الصالح سيدي محند او حقي،
الواقع على بعد حوالي 200 متر من مقر جماعة أكودي نلخير، يمينا للطريق المتجهة من دار الجماعة نحو دوار تالموضعت. هذا المكان كان وإلى حدود بداية القرن 21 بمثابة مرقد لولي صالح سيدي محند اوحقي، محاط بسياج عبارة عن أحجار جافة وأخشاب شوكية، حافظ عليه الآباء والأجداد، حتى أضحى فيه نبات الدوم القصير كشجرة النخيل الطويل. وكان أيضا وخاصة مزارا لنا ولأسلافنا من أجل الدعاء و التيمن و طلب المغفرة والتبرك والتصدق ببعض الشموع والسكر والخبز على القبر الصالح. امتدت إليه أيضا أياد الشر ومحت معالمه من فوق وجه الأرض بالنار والعتاد وكأنه مرض خبيث أو شيطان رجيم..
إذن، هل بلغ مستوى العبث بجماعة أكودي نلخير الى هذا الحد؟، حتى أضحى الأمر يتعلق بتخريب المقابر والعبث بالرفات أو العظام البشرية ، من المسؤول عن ارتكاب هذه الأفعال الجرمية التي يعاقب عليها القانون؟ وما هو الدافع لارتكابها ؟ .
مقبرة "أيت أدرا" تم تخريبها لاستخراج الأتربة الضرورية لتهيئ مسالك طرقية قروية، من بينها مسالك دواوير 'تالموضعت وتاكووت وتاغروط'، وغيرها من المسالك الترابية التابعة للمجال الترابي لجماعة أكودي نلخير. مرقد الولي الصالح سيدي محند أوحقي، تم نبشه لسبب ظاهر - إن لم يوجد سبب خفي - هو تهيئ المجال الأخضر لمقر جماعة أكودي نلخير، بإدخال نبات الدوم القصير في "التراث" النباتي المزين لمدخل بناية هذه الجماعة.
نعم، نبات الدوم القصير الذي يحتاج قرونا من الزمن لينمو حتى يصبح كشجرة نخيل يتم تدميره وتخريبه في لمح البصر، مما يطرح أسئلة كثرة من قبيل: من المسؤول الجماعي عن التخريب؟، و لماذا حافظ أجدادنا وأجداد أجداد أجدادنا على مر العصور على هذا المكان؟ حتى أصبح فيه الدوم كالنخيل، و يتجرأ مسؤول على حرقه و قلعه واستئصاله من جذوره وكأنه ورم خبيث..؟ ألا يوجد على مستوى المجال الترابي لهذه الجماعة أي مكان آخر لاستخراج الأتربة لتهيئ المسالك إلا مقبرة "أيت أدرا"؟ أليس هناك نباتات وأشجار أخرى لتزيين المجال الأخضر لمقر جماعة أكودي نلخير غير شجرة الدوم النابت بمرقد الولي سيدي محند اوحقي منذ زمن طويل ؟ .
في الوقت الذي ينص فيه القانون التنظيمي 14-113 على "قيام الجماعة بتدبير وإحداث وصيانة المقابر " ها هو (المسؤول) يدبر عملية أو عمليات "اختفاء ومحو آثار المقابر!". وإلا، أين كنت أيها (المسؤول) وأين كانت لجنة المرافق العمومية يوم كانت مقبرة "أيت أدرا" و مقبرة مرقد الولي سيدي محند أوحقي، الواقعتان غير بعيد عن مقر الجماعة، تتعرضان للنبش و التخريب والتدمير ؟ هل يعلم سيادة المسؤول بهذه الأفعال...؟، أسئلة محيرة حقا تحتاج إلى أجوبة...
أزيلال الحرة/ عن المعارضة بالمجلس الجماعي لأكودي نلخير