تابعنا باهتمام كبير كل المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي نظمها ولايزال ينظمها ابناء الريف الأبي بالحسيمة، على خلفية وفاة الفقيد محسن فكري يوم الجمعة المنصرم، ولم نعثر على مطالب انفصالية ولا دعوات لإنشاء جمهورية بالريف..
فباستثناء بعض الشعارات النشاز التي رفعت هنا وهناك، كما هو الشأن في كل الحركات الإحتجاجية العفوية، وكذا بعض الممارسات المتهورة لبعض الأشخاص الذين رفعوا علم الجمهورية الريفية فوق أحد المراكز النسوية خلال تشييع جنازة الفقيد، لم نلحظ أي توجه او دعوة إلى محاربة القوانين ومؤسسات الدولة سوى في تأويلات بعض المنابر الإعلامية وبعض الأبواق التي ألفت استغلال مثل هذه الحركات الإجتماعية لنفث سمومها ونشر الإدعاءات والأضاليل بان ما يقع في المغرب هو ثورة وحرب على النظام والدولة..
أكثر من هذا، استمعنا بإمعان أمس وأول أمس لكلمات الإخوان أعضاء لجنة متابعة قضية وفاة محسن فكري، واتضح من خطاباتهم وشعاراتهم أن الهدف من كل هذه الاحتجاجية لا تتجاوز تلك المطالب التي رُفع اغلبها إبان الحراك الاجتماعي سنة 2011، وركز الإخوة في الحسيمة في ملفهم المطلبي الذي يواصلون الاحتجاج لأجله على رفع القمع والتهميش الموجه ضد المنطقة ومعاقبة كل من تورط في وفاة محسن فكري وبعض الشهداء الذين ماتوا في ظروف لاتزال لم تتضح حيثياتها ولم ينل المسؤولين عنها العقاب الذي يستحقونه طبقا للقانون..
مطالب اللجنة، جاءت خالية من أي دعوة للثورة ضد الملكية ولا ضد توابث البلاد، وذهب أغلب اعضاء اللجنة إلى توضيح ذلك من خلال الحديث باللغة العربية لكي يفهم كل المغاربة ما يقولونه وليقطعوا بذلك الطريق على كل من يريد استغلال حركتهم السلمية والترويج لدعوات لم يرفعوها قط ..
وأكد اعضاء اللجنة، امس الإثنين خلال وقفة احتجاجية وسط مدينة الحسيمة، أن رفع علم الجمهورية الريفية لايعنيهم ولايلزمهم في شيء مؤكدين بانهم وحدويون ومواطنون مغاربة لا فرق بينهم وبين المواطنين في باقي ربوع المملكة، معبرين عن رفضهم لأي دعوة انفصالية..
وبرهن أبناء الريف عموما، وفي الحسيمة خصوصا، أنهم أكبر من ان يستغلهم بعض الذين ألفوا الصيد في الماء العكر، كما اعطوا درسا في الانضباط والتنظيم المحكم خلال مسيراتهم ووقفاتهم الاحتجاجية التي اتسمت بالواقعية والعقلانية واستعملت فيها العربية والامازيغية على السواء دون نزعة عرقية أو جهوية او انفصالية، وهي رسائل يجب على الحاقدين والذين يغيظهم استقرار المغرب ان يستوعبوها ويكفوا عن الهراء والكذب والإشاعات..
بوحدو التودغي