عمى الألوان لدى بوعشرين وحوارييه
وأنا أتابع باهتمام ما يكتبه هذا الرجل كل يوم في جريدته الورقية أو الاليكترونية أو حتى في صفحته الفايسبوكية يتبين لي أنه خبير في كل شيئ، يفهم في الشؤون الخارجية، يفهم في تقدم وتأخر المغرب، يفهم في حقوق الانسان والتاريخ والجغرافيا، ولديه قدرة عجيبة في الحصول على الأسرار والمراسلات الحساسة، ولديه من المدارك والمداخل ما يسعفه لمعرفة الصغير والكبير من اللوبيات، قدرة خارقة على الفهم في السياسة الخارجية، رغم كونه يحس أنه محور السياسة الداخلية والتي تولد عنده شعورا بأنه مراقب من طرف الجميع وفوبيا مجهر الدولة والمؤسسات.
أتفق مع كل هذا ، نعم ، ومستعد لترشيح هذا الرجل لمنصب رئيس الحكومة، أو ربما جائزة نوبل في فن البراباغوندا الإعلامية، لأن المغرب ليس له من الوقت ما يكفيه لتضييعه ونحن نملك هذا النابغة، هذا الدماغ الذي يمكن أن ينقل المغرب بتحاليله وأفكاره إلى شيء آخر، لأن لديه القدرة على تحقيق كل أضغاط احلامه، وأن قلمه آلة حفر كبيرة وكتاباته برنامج استراتيجي لا يحتاج لمكتب دراسات، وبيان لسانه ميزانية قائمة الذات، ويستطيع بكل هذه المقومات أن ينقل المغرب في طرفة عين إلى مصاف التمدن رفقة مريديه وحوارييه.
فقط نخشى على مغوار الزمان وبطل الآنام أن يصيبه ما أصاب المتنبي أو ما عرف عنه، حين أتقن فن الخطابة والبلاغة والسجع والتلحين، وتباهى بالخيل والليل والبيداء والسيف والرمح والقرطاس والقلم، وعندما احتاج الناس لسيفه طبق مقولة "بن علي هرب" وتركنا نحصد الرياح والحسرة ليقول لنا ولك نزار قباني "ليس بالخطابة تنال المعالي".
كمال رفيعي