كيف تستعد أجسادنا لرمضان؟

 من الآن.. برنامج تأهيلي لأجسامنا استعدادا لرمضان

 كثير منا يستعد لرمضان بالذهاب للأسواق وشراء كل ما لذ وطاب للاحتفال بالشهر الكريم. كما تستعد كثير من ربات البيوت بتنظيف المنزل وترتيبه جيدا استعدادا لاستقبال الضيوف وإعداد الولائم في رمضان. ويبقي سؤال مهم....ماذا فعلنا لأجسادنا لتستعد للشهر الكريم؟.... كيف تستعد أجسامنا لرمضان؟ كيف نقوم بتنظيف أجسامنا قبل صيام رمضان؟.

 مع الصيام يشعر كثير منا بالوهن والصداع والضعف وعدم القدرة على التركيز والتوتر وعدم الحماس للقيام بأي عمل. ويرجع السبب في ذلك إلى نقص كمية السوائل التي تدخل أجسامنا مع الصيام مما يؤدي إلى تراكم السموم والشواطر الضارة والتي تجمعت في أجسامنا لمدة شهور وهي التي تؤدي إلى أعراض التعب والصداع والإرهاق وعدم التركيز وغيره من أعراض تراكم السموم. فتغيير الفصول وارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى انطلاق الشواطر السامة تلك السموم تتسبب في الشعور بالإرهاق كما ترهق جهاز المناعة وتجعله أكثر عرضة للإصابة المتكررة بالأمراض. لذا يجب البدء في برنامج تنظيف الجسم من السموم الضارة المتراكمة قبل رمضان وإجراء عملية تنظيف داخلي لكل أعضاء الجسم كما نقوم بتنظيف مسكننا استعدادا للشهر الكريم

. برنامج تنظيف الجسم من السموم قبل دخول شهر رمضان الكريم أولا يجب أن نعلم أن الماء هو العامل الرئيسي في عمليات تنظيف الجسم قد تكون هي مصدر من مصادر السموم للجسم. فمياه الشرب إن لم تكن علي درجة عالية من الجودة قد تحتوي علي بعض المخاطر منها: - وجود السموم الذائبة التي يصعب حجزها أثناء مراحل تكرير المياه. - حامضية المياه نتيجة تكاثر البكتيريا بها خاصة في المياه الموجودة بالخزانات. - وجود الشواطر المؤكسدة بالمياه. فيجب أن نهتم بغسيل أجسامنا من الشواطر السامة الناتجة من تغير درجة الحرارة ومن العوامل الحيوية الطبيعية وأن نستخدم فيها الماء النقي الذي يصل بأجسامنا إلى حالة النقاء ليستعد للصيام دون أن نشعر بالإرهاق. ولكن كيف تتم عملية غسيل أجسامنا من الشواطر الضارة استعدادا للشهر الكريم؟.

 يتم البرنامج على مرحلتين متوازيتين: أولا: غسيل الجسم من الشواطر الضارة الموجودة بداخله ثانيا: إيقاف تكوين شواطر ضارة جديدة المرحلة الأولي: غسيل الجسم من الشواطر الضارة الموجودة بداخله تعد الماء هي العامل الأكثر فاعلية للتخلص من الشواطر الضارة. ويجب أن تكون المياه نقية وخالية من الشوائب وبقايا السموم الذائبة والشواطر الضارة. ويمكن الحصول علي الماء بتلك المواصفات بأحد حلين إما أن يكون لدينا فلتر عالي التقنية ومعه جهاز لتأين المياه. أو استخدام الطرق الطبيعية لتحويل ماء الصنبور إلى ماء قلوي مما يساعد علي إذابة الشواطر الضارة بالجسم بمنتهي السهولة. وهناك عدة طرق لتحويل المياه إلي ماء قلوي يستخدم في غسيل الأحشاء الداخلية للجسم من أهمها وأبسطها:

1. إضافة الليمون إلي ماء الشرب البارد, والليمون علي الرغم من كونه حمضي المذاق إلا أن به أملاح تزيد قلوية الدم لذا سميت الموالح. تلك القلوية التي تحول الشواطر السامة إلي مركبات خاملة يسهل تخلص الجسم منها. لذا ينصح بعصر ليمونة علي زجاجة بها لتر ونصف ماء بارد, وتناول ما لا يقل عن 3 لتر من ماء الليمون البارد يوميا.

2. شرب عصائر الخضروات والفواكهه بدون سكر مثل: – عصير الخيار والنعناع والليمون – عصير البطيخ مع النعناع (عالي القلوية) – الفراولة مع أوراق الريحان – عصير البرتقال مع الجزر, كما يمكن تخفيف العصير بإضافته إلي دورق مياه الشرب حتي يكسب المياه طعما منعشا.

3. شرب شاي الأعشاب مثل الينسون والكراوية والشمر والحلبة والقرفة والجنزبيل ولكن أحذر إضافة السكر. فالسكر يحول الدم إلي الحمضية الضارة لذا سمي بالسم الأبيض.

4. إضافة الأعشاب الخضراء إلي مياه الشرب مثال: إضافة الروزماري، الريحان، النعناع، الزعتر, ويجب شرب مالا يقل عن 3 لتر ماء قلوي يوميا. علي أن تكون علي فترات متقطعة.

المرحلة الثانية: إيقاف تكوين شواطر ضارة جديدة :

1.  البدء من الآن في تجنب الأكل المسبب لحموضة الدم والذي يساعد علي تراكم الشواطر الضارة بالجسم. ومن أهم تلك الأغذية التي يجب خلال برنامج تنظيف الجسم وتنشيطه قبل رمضان، مثل: السكريات – الدهون المشبعة – منتجات الألبان – المخبوزات والبسكوت – أيس كريم – الأسماك المدخنة مثل الرنجة – المشروبات الغازية والمشروبات الكحولية – المقليات مثل البطاطس والدجاج المقلي والطعمية. – المخللات والصوصات مثل الكاتشب وصويا صوص.

2.  الحرص علي أكل الأطعمة التي تساعد علي قلوية الدم مثل: – الخضروات الطازجة والسلطات. أطعمة الأوراق الخضراء مثل الملوخية والسبانخ.
– الحبوب (الفول- العدس –الفاصوليا) – زيت الزيتون – الفول السوداني- البطيخ –البرتقال.

 
بالبدء من الآن في برنامج تأهيل الجسم لصوم رمضان نبدأ صيام الشهر الكريم  دون أن يصاحبنا الشعور بالإرهاق والتعب  وحتي تتم الاستفادة من الصيام بفوائده العديدة علي الصحة مثل راحة الأجهزة الداخلية للجسم وعلي رأسها الجهاز الهضمي والكبد والكلي وغيرهم. وصوما مقبولا بإذن الله.

بقلم أ. د. أماني عبد الله الشريف

أستاذ بكلية الصيدلة جامعة الأزهر