مناورات الإصطياد الجنسي في الشارع المغربي
أعترف بأنني قمت بعدة محاولات هي، في واقع الأمر، “فخاخ سوسيولوجية”، لاصطياد صبايا في عمر الزهور (مابين 15 و 20 سنة) في القلب النابض للبيضاء، مركزها، نجحتُ في ما يُقارب 20 إلى 25 بالمائة من مجملها.
وكانت الأمور تدور دائما على هذا النحو، تسقط الفتاة في الشباك، ويبدأ التفاوض. كنتُ أتذرع في كل المحاولات بأنني لا أتوفر على “برتوش” ولا حيطان أربعة تتيح لي “قضاء الحاجة”، كل ما عندي شهوتي البصرية. أنتظر الرد من “الضحية” فيكون الجواب المتواتر:
– لايمكن أن “أفوِّتَ” هكذا “فرصة”، لذلك أقترح عليك قاعة سينمائية قريبة نستغل ظلمتها لاختلاس المتعة، فيكون جوابي النمطي دائما: وهل بنظرك يسمح سني بمثل هذا الفعل “المراهق”؟
تيأس الضحية من مراودتي و إقناعي، فتقنع مني بعشرة دراهم لتناول وجبة غذاء أو عشاء، أعتذر عن تلبية طلبها، محفزا إياها على النضال لأجل الحصول على كسرة خبز أولا، قبل البحث عن كماليات جمالية من قبيل الجنس..
فكيف سيكون الجنس مع شريكة، مهما كانت أنوثتها و فتنتها، لم تشبع بعد في بطنها، كيف ستشبع شريكها جنسيا وهي جائعة “بطنيا”؟
أذكر أن أغلب هؤلاء الصبية يتحدرن، بحسب أقوالهن، من أحياء بعينها تتكرر على ألسنتهن، أتحفظ عن ذكرها حفاظا على حرمة ساكنتها.
شق آخر بالموضوع وهو أنني كنت أيضا “موضوعا” لتحرش جنسي” متواتر من قبل صبايا بعمر الزهور في الشارع العام لا يقلن جمالا و أنوثة، ولربما لم أتخيلهن حتى في مخيالي الإيروطيقي واستيهاماتي الشبقية، وغاية ما يطلبن مني هو المساعدة على الوصول إلى البيت بعد أن تعذر عليهن سحب النقود من الشباك البنكي الأتوماتيكي، وعليك أن تفهم بعد ذلك أن الأمر وما فيه هي محاولة “اصطياد أنثى لذكر متجول وتائه”.
وبِما أن سحنتي الغربية ومظهري الحريص على شياكته هذه الأيام يوحي بأنني من بلاد الأفرنج، فإنني أتظاهر بعدم فهم كلامهن وأمضي لحال سبيلي ممارسا بذلك “حُسن تخلُّص”.
سؤالي الآن هو:
كيف لبلد لم يوفر لصباياه وجبة غذاء أو عشاء ألاّ يتحول إلى ماخور كبير للدعارة من كل صنف؟
كيف لدولة لم توفر لبناتها أكلا وشربا أن تمارس الوصاية الأخلاقية على فروجهن وحرمة أهلهن؟
عبد الله زارو