عن التجانس الإيديولوجي بين الأحزاب السياسية بأزيلال وأشياء أخرى..
على غرار السائد وطنيا..، لا زال العمل السياسي بإقليم أزيلال ضحية ظاهرة التشرذم والتشتت الحزبي، واليوم ورغم الإصلاحات السياسية تطرح من جديد قضية التجانس الإيديولوجي بين الأحزاب السياسية ، فاستحال من جديد ضبط عملية التحالفات الحزبية بناء على الاصطفاف الإيديولوجي ( باستثناء تحالف اليسار ) . حيث وجد سكان الإقليم أنفسهم أمام هذا المعطى ومعطيات أخرى من قبيل شيوع الترحال السياسي ، مما أفرغ الأحزاب من مبادئها ، وجعل الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية في علاقتهم بها يرتكز على الأشخاص، بترحالهم بين هذه الأحزاب يتنقلون أيضا ، وبالتالي فعلاقة المواطنين ليست مرتبطة بمبادئ ذلك الحزب أو ذاك ، بقدر ما تحكمها علاقات مواطنين مع أشخاص يتنقلون بين الألوان مما افرغ تلك الأطياف السياسية من جوهرها ، وعدت نتيجة حثمية لتنامي ظاهرة العزوف السياسي لدى فئات شعبية عريضة ، وعدم اهتمامها بالأنشطة الحزبية وبالانتخابات .
مع الدستور الجديد، أصبح الوضع مختلف إلى حد ما عن الوضع السابق، حيث صارت العلاقة بين الأحزاب والمواطنين بإقليم ازيلال مبنية على أساس تنمية العملية السياسية ودفعها إلى الأمام عبر إعادة الاعتبار للعمل الحزبي، و تبني منهج يهدف إلى خدمة مصلحة المواطنين وجعلها فوق أي اعتبار ، ومجابهة كل من يستغل الانتخابات لتحقيق مآربه الشخصية و المعارضة من أجل المعارضة فقط ، بغية نسف أي مجهود يروم تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يشعر الكثيرون من سكان إقليم ازيلال أن الأحزاب السياسية بعيدة كل البعد عنهم ، فالوصف والإدراك السلبي للأحزاب السياسية بالإقليم يجعلها تعاني من أزمة الثقة ، الذي يؤكده اختفائها مباشرة بعد الانتخابات ولا تفي بالوعود التي قطعتها على نفسها . وبينما يعترف البعض الآخر بالدور المهم الذي تلعبه الأحزاب في إطار الخيار الديمقراطي الذي لا محيد عنه ، فان معرفتهم باستراتيجيات هذه الأحزاب وبرامجها تبقى سطحية، و في وقت يعتبرونها عاجزة على التواصل مع الناس إلا وقت احتياجهم لأصواتهم ، بل وأجوبتهم عنها تختزل في النفاق والخداع وازدواجية المعايير ..، وفي النقاشات العمومية عن الأحزاب توصف أنها لا تلعب أي دور في عملية الإصلاح ، حيث ينظرون إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أنه الفاعل السياسي الرئيسي ...
إن المتتبع لمجريات التسجيل في اللوائح الانتخابية التي شهدها إقليم أزيلال في الآونة الأخيرة ، ورغم الحملات الإعلامية التي قامت بها المنابر الإذاعية والتلفزية وكذا بعض الأحزاب السياسية قصد حث المواطنين خصوصا الشباب منهم على التسجيل في اللوائح الانتخابية، يرى أن هناك هاجس أساسي لدى المواطنين يتمثل في ضعف التسجيل للمشاركة في الانتخابات، وعدم رفع نسبة المشاركة عبر تعبئة المواطنين للتسجيل في اللوائح وبالتالي المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم ، وما سجل من أرقام حول نسبة التسجيل في اللوائح الانتخابية بالإقليم ، أو من خلال استطلاعات الرأي بأزيلال ، مفاده أن أن نسبة مهمة من الناخبين ظلت غير مهتمة بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ، وتكريس العزوف عن المشاركة في الانتخابات...
أزيلال الحرة