رسالة الى اليساريين والاشتراكيين
بصفتي كنت مناضلا اشتراكيا خلال شبابي وخاصة ابان الدراسة في الكلية ، وأظن أيضا أن الاشتراكية هي الحل الوحيد والأوحد في إصلاح البلاد والعباد وكذا فضح الفساد والمفسدين ، في حين اصطدمت بواقع مر وهو زواج اليساريين والاشتراكيين بجماعة العدل والإحسان " عدو الإحسان " ، مما أفقدني الثقة في الإيديولوجية وخاصة من المناضلين الوطنيين الذين كانوا يؤمنون بالاشتراكية هي الحل ، لكن المصيبة مصيبتنا نحن الاشتراكيون هو استغلالنا من طرف الجماعة خاصة في حركة 20 فبراير ، والذي كان المنحى الأول والأخير هو ما حظي به حزب العدالة والتنمية الذي نال مباركة الجماعات الإسلامية الأخرى ورضا الجماهير في قدرتها على حمل مشعل الإصلاح ومحاربة الفساد والتنمية على غرار نظيرتها في تركيا .
إن نجاح حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي استفاد من نضالات جماعة العدل والاحسان بدخوله الشرعية من بابها المسموح، ومن داخل الشرعية استطاع هذا الحزب بعد مسار طويل من النضال البناء من كسب ثقة الشعب وفوزه في الانتخابات وترأسه للحكومة وتشكيلها... ، فان كان اليساريين والاشتراكيين هدفهم نبيل ويطمح لخير البلاد فهم ولجوا الشرعية من بابها الواسع بنضالهم من خلال إطارات قانونية ومشاركتهم في المحطات الانتخابية الفارطة ، بل منهم من يتقلد مهامه باحدى المجالس الجماعية وبإمكانهم مزاولة نشاطهم السياسي والتواصل الايجابي من شرائح المجتمع ، بل أكثر من ذلك من حقهم نيل ثقة الناخبين والاضطلاع بالحكم والتسيير عبر صناديق الاقتراع في إطار الممارسة السياسية الخلاقة ٳن هم أحسنوا التصرف كحزب العدالة والتنمية ، عوض حمل لواء حركة انتهت مدة صلاحيتها وتتبنى الفوضى والغوغائية دون برامج وأهداف مسطرة تبتغي الخير لهذا البلد .
ان استمرار اليساريين والاشتراكيين المقاطعين والمتحفظين للتصويت على الدستور وخلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة في التظاهر باسم حركة 20 فبراير بأزيلال أو بمدن ومناطق أخرى ما هو إلا " ابتلاء أو بلية أناس يعتقدون النضال و دأبوا على نهجه وسلوكه سواء من خلال يافطتهم الشرعية أو من خلال نقابة مصلحية أو من خلال حركة غير شرعية، وذلك بتبني الضبابية ومحاولة تمويه عقول المواطنين بالزج بهم في صراعات جانبية واستغلالهم لهدفهم الرامي لتحقيق ما بأنفسهم دون بناء ودون برامج ، مما صار يحتم على اليساريين والاشتراكيين الذين لا يملكون قاعدة شعبية ، العمل والاستفادة من النضال والتجربة الطويلة لحزب العدالة والتنمية الذي استفاد من نضالات جماعة العدل والإحسان – عدو الإحسان - و تقلد الحكم من نتائج صناديق الانتخابات التشريعية...
أيت احساين الدمناتي
أزيلال الحرة