|
|
البنكيرانيون...العذرية المفقودة
أضيف في 08 يونيو 2014 الساعة 45 : 16
البنكيرانيون...العذرية المفقودة
جماعة مؤدلجة أطلقت على ذاتها العدالة والتنمية، أطلت مؤخرا على المشهد السياسي الرسمي من خلال مسرحية الاستوزار الحكومي بنكهة كاريكاتورية تضفي على المشهد نوع من السخرية السياسية، حزب لاطالما عقد عليها الأمل والنجاة من بعض المصوتين في الانتخابات البرلمانية أو الجماعية، والتي عن حسن نية كانت تنتظر من الحزب ( الجماعة ضمنيا ) القيام باصلاحات واسعة ومواجهة فساد قابع في معجم الدولة العميقة، بعد أن ملئت الشارع سابقا قبل الاستوزار بالعويل والصراخ تارة باسم الدين وتارة باسم مصلحة الفقراء للقيام بمحاربة الفساد والاستبداد، فماذا حصل من بعد هذه النكتىة الطريفة وهذا العويل الحسيني وأفواه الشعارات الرنانة البرغماتية التي تدغدغ الشعور...، الذي حصل مع فرقة لصوص الله بتعبير فلاسفة الدين أنها دشنت افتتاحيتها المزعومة برفع شعار عفا الله عما سلف فاذهبوا فانتم الطلقاء بتعبير لغة العرب، فانتكص الحزب عن عذريته ودخل في فوهة الاغتصاب الذاتي بدون وجود فاعل الاغتصاب، فبعدما لم يستطع لحد الان أن ينطق باسم واحد لمسمى المفسدين والحيوانات وعالم الجن الذي تسببوا بنظر الحزب بقيامهم بفعل الاغتصاب المتعاقب عليه، فتارة باسم عهر التماسيح وتارة عهر عفاريت، لزم الحزب هذه المعادلة الحيوانية وصارت رأس مال قاموس شيخهم المبجل بنيكران رضي الله عنه واحد المبشرين بالجنىة الذي لا ياتيه الباطل من بيد يديه ولا خلفه حسب محبي " البَرﱠاح " عفوا الشيخ، والذي وجد فيه مريديه عنصر المخيال العاطفي والهزيمة البسيكلوجية وراء الفشل المتواتر بالسند الصحيح والمتن السليم، شخصية الحزب المقهور.
حزب دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في هتك عروض جيوب الشعب المغربي خاصة الطبقة الفقيرة والمتوسطة، أرقام لحد الآن يتغنى بها ' البَرﱠاح ' كونها تستحق الرفع من أجل إحدات توازن افقي عمودي في خزينة ومالية الدولة، والمضحك أنها خزينة الدولة العميقة التي يحاربها الحوب وينعلها في الصلوات كما زعموا ابتداء، هذا وإن كانو اصلا محافظين على الصلاة بعد اشتغالهم بصلاة وأذكار السياسة صباح مساء، يتذكر الجميع أيام الحزب في جبهة المعارضة على قبة سيدي برلمان كيف كان الحزب يهلهل بصوته المجلس عن الفقراء والمالية و البنك الدولي والزيادات والمعتقلات السرية والمعتقلين والعنف المخزني والمعطللين والأحياء الهامشية وموازين والاحتجاجات الشعبية ... وكيف كان يتحدث عن إصلاح القصر والملكية وميزانية القصر بنوع من الغضب والاستهجان في المجالس العامة والخاصة، وكيف كان يسب " البَرﱠاح " شخصيات في القصر وفي الاحزاب...'، فما هي إلا سويعات بعد رئاسة الحكومة حتى تبخر كل شيء في الهواء، وانتقلت الضفة الشرقية إلى الغربية بسلاسة، كل ذلك من أجل أن يلهب قلوب الطبقات المنعدمة والفقيرة وفاقدي المستقبل واستمالتها للتصويت الكوميدي، نعم رجع الحزب القهقرى بعد أخده للكراسي الوزارية التي اسالت لعابهم وتغيرت الجلدة " الفيستة " لتصبح سيوف مسلطة على رقاب كل طبقات المجتمع، طبعا وكعادة 'ميكي ماوس ' عفاريت وتماسيح في الهواء الطلق لتبرير الإعاقة المنهجية للحزب في التعامل مع الإصلاح، والسلط المخولة لها دستوريا.
' بنزيدان ' الحزب كما هو معلوم بالدين واللادين بالضرورة، الشخصية البسيكوباتية والسكيزوفرينية، الذي يغني موسيقاه على لحن المعذبون في الأرض، يوظف دائما لهجة الدين التي أفرغها من محتواها الأخلاقي والإنساني، مع العلم أن الحزب في شخص شيوخهم البراحين، هم أول من اغتصبوا الدين في الممارسة السياسية المغربية وأخرجها من دائرة الفاعلية إلى دائرة المفعول بها، ومع هذا التحول شرعنوا المفعولية، إنه الحماق في صيغته الحداثية، لكن الإشكال المطروح هو نفسية المقهورية التي تعاني منها الشريحة التي يتعاقب على سرد ' البَرﱠاح ' حكاياته البطلولية خارجة عن المساق التفكيري والنقدي والتحليلي لفعل السياسة، وعوض التحدث عن الاصلاح المزعوم، فيخرج المصفقين عن عامل الواقع إلى عامل االحكايات الغرامية، لدرجة وصل العجز لدى المصفقين عدم القدرة بالإشارة ولو بالأصبع بالكف عن الغراميات ووقف بَرﱠاح الحزب عن الفكاهة، فماتت واكتفت بالغرام إلى التصفيق ، ودخل المريدين لسينما الصراع السياسي بدون معرفة ما هو الحاصل، إنها مبنجة بالتمام كما حصل لمريدي تنظيمات داعش ودولة العراق والقاعدة والحق التي تقتل باسم الله وهي قي قمة السعادة، فقط هده تقتل الشعب بنكهة الليمون، هي فلسفة ميت بيد الكفان والغسال بتشبيه المغاربة، ماعدا العثماني المسكين المغلوب على أمره الذي وجه خطابا ظريفا وخجولا لشبيبته بالكف عن تقديس الحكومة وكوادر الحزب وأن ينتقلوا إلى مقام الاستقلالية والنقدية، إلا أن خطابه لقي تكفيرا من ساكنة حزبه واتهم فيه بالتواطئ مع قوى الهيمنة على عادة البيجيديون انت ضدي إذن انت كافر سياسي، أو كما أشار حامي الدين في قضية كريم التازي الذي قال من حقه أن ينتقد الحزب وبنكيران لأن الحزب فشل في صياغة شعاراته في الواقع، مع العلم أن كريم التازي كان من المبشرين بالجنة أيام مساندته الحزب، وها هو الآن من المبشرين بجهنم، وطبعا مريدي البيجيدي وشبيبته على نفس المنوال آلة مأمورة منعدمة الحس النقدي والضمير في الواقع من ... وإلى...
الحزب البنكيراني الذي كان مدافعا عن حقوق الانسان وحقوق المعتقلين وحقوق المواطنة وحقوق الاحتجاج في الشوارع، حتى بات من سكان عاطفة الشعب بساحات البرلمانات في المدينة، موجها خطاب النكوص لكل من يمنعهم من الخروج للاحتجاج على أوضاع الأمة بين قوسين، هاهو صار نائب عن السلطة المخزنية في قمع الاحتجاجات الشعبية في البوادي والمدن، ومدافعا عن نظرية كون المحتجين أشد خطرا من من عفا الله عما سلف، بل بقرار حزبي يمنع كل شبيبته في الانخراط في الشارع ومن ثبت انخراطه زج في نار جهنم وغضب الإله عليه إلى يوم الدين، لقد تم اعتقال المئات ولا مساندة بيجيدية كما كانت في القديم الفاضح.
بنكيران العفريت الأكبر الذي جعل من مزوار فرعون وطاغية وفاسد رمز الفساد و 'ماشي راجل'، ودفع مريديه وقداسه من شبيبة حزبه بسبه ونعته باقبع المواصفات، هاهو الآن مزوار وحزبه من أكبر المستوزرين في الحكومة الثانية، مزوار الآن رجل صالح ونبي مرسل، لذلك صدر الأمر من الكتابة البيجيدية للمريدين بالكف عن سبه والانتقال إلى وصفه بالصالح والوطني ووو، نفس الشخص يتحول بقدرة قادر عند بنيكران ومريديه من فرعون إلى نوح.
بنكيران وحزب الذين حجوا لمسقط رأس الحسناوي الذي توفي إثر مواجهات بين شباب فاقدي النضج السياسي والديني بالكلية بفاس، وراح ضحية الاغتصاب الاديلوجي كما راح قبله من الشباب المؤدلج بساحات الكلية، تحول فيه الموت إلى توظيف سياسي وديني للحزب فذرفوا الدموع من أجله وقامت القيامة فقط لأنه من عشيرته في الشبيبة والمنظمة، لكن لم يذرفوا دموعا ولا قامت ثانية من أجل من يموتون يوميا بعنف الدولة والعنف الاجتماعي والاقتصاد والسجني في كل معمور الدولة، واخرها مريم التي لا تنتمي لعشيرته. مع العلم أن أم الحسناوي صرحت بمسامحة الشباب الصغار وقطعت الاتجار بالموتى على الحزب.
الحزب و' بَرﱠاحه ' في ورطة إنسانية وأخلاقية بعدما تخلى عن برامجه الإفتراضية ومطالبه المثالية، وأصبح متخصص في كسر العمود الفقري للمواطنين بدرجة حسن جدا، فهنيئا للحزب بكسر المواطنين، وهنيئا لي لأن أصبحت برتبة كافر من مريدي الحزب، فالحزب انكسر عند أول صخرة مفعمة بالمصالح.
بقلم المهدي بوشدوق باحث في تاريخ الفلسفة والديانات والمذاهب بكلية الاداب بالرباط
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|