انطلقت أولى بوادرشبكة جمعوية باقليم ازيلال قوية من حيث الكم متواضعة من حيث العمل في تسعينيات القرن الماضي ، تأسست نتيجة تضحيات وتظافر جهود حاملي الشهادات ، من بينهم المعطلين والمتدرجين في أسلاك الوظيفة العمومية، أو من المستويات الاعدادية والثانوية والابتدائية ...الخ ، فثم تأسيسها بالمناطق الحضرية والقروية ، بأهداف رامية للتعريف بحاجيات السكان الأساسية عن طريق انجاز دراسات تشخيصية ميدانية للوقوف على البرامج والمشاريع الملائمة والراعية لخصوصيات المناطق.
ورغم تعدد الجمعيات بإقليم أزيلال ، فلا تزال تعاني من جملة من الصعوبات ، كضعف الكفاءة والتكوين لدى الفاعلين، وانعدام الأجور المستحقة للفاعلين العاطيلن العاملين بها ، اذا ما كان ينظر الى الجمعيات كبدائل لخلق فرص الشغل بدل الاحتجاج ، لتقتصر غالبا على الاستعانة بالأطر العاملة والمتمرسة داخل مؤسسات الدولة لانجاز دراسات والعمل بها ، والتي تكون في عامتها تقنية وبمقابل.. ، قس على ذلك انعدام الامكانيات المادية لدى أغلبية الجمعيات للاستمرار في تأدية الرسالة الجمعوية ، بينما نجحت بعض الجمعيات بأطر الدولة في الاستمرار ، وتمكنت من خلق أجور شهرية للفاعلين العاطلين لديها.
وبالرغم من الصعوبات التي تعترض تطوير الجمعيات بأزيلال والخروج بها من النطاق التشخيصي المحدود الى الدور المؤسساتي و التشغيلي مقابل أجور وإنجاح الأهداف المضطلعة بها ، اذا ما كان ينظر اليها كبدائل لخلق فرص الشغل ، فهي تساهم ايجابيا على الأقل في اشراك الساكنة المحلية للتعريف بالحاجيات الأساسية لمناطقهم قصد توفير الدعم والآليات، وهو الايجابي الذي تعتريه هو الاخر سلبيات كتفريخ جمعيات تخدم المصالح الحزبية يدريها متدرجون في الهياكل السياسية مضمونها الاحتكاك بالساكنة للمحطات المقبلة ، مع ادراج وجهات نظرهم ضمن سياسات وبرامج تنموية .
في حين فالرأي السائد أن دور الجمعيات يقتصر فقط في تكريس مجتمع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى دوره الأساسي كقوة اقتراحية في إطار الديمقرطية التشاركية ، وعلى تقديم العرائض وملتمسات تشريعية والمساهمة في بلورة السياسات العمومية، و الرقي بمؤهلات الجمعيات وقدراتها في تنفيذ المخططات الإقليمية... ، في المقابل دون النظر الى جوهر الاشخاص المحركين لها هل يعيشون حياة كريمة أم لا ؟؟ .
فكم أنفقت من أموال وكم بذلت من جهود من أجل إعادة بناء الجمعيات لتضطلع بدورها المؤسساتي ، وكم أجريت من دراسات، وكم أبرمت من صفقات...، لكن كم حررت من وثائق وأدبيات لبناء الأشخاص بما يصون كرامتهم ،و المفترض فيهم تحريكها لبناء هذه الديمقراطية التشاركية ؟؟؟ . بل ما معنى التطوع في العمل الجمعوي وعلى من يقتصر للمساهمة في بلورة السياسات العمومية ...؟؟ .
أزيلال الحرة