الكاتب : حميد رزقي
الفقيه بن صالح:
بعد انطلاق الإنارة العمومية بكل شوارع بلدية أولاد عياد ،الساكنة تطالب من المجلس برمجة باقي المشاريع التنموية وتجاوز الصراعات الضيقة ؟
أخيرا، وبعد طول صبر وانتظار، شوارع بلدية أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح ترتدي حلتها الجديدة وتتزيّن على غير عاداتها بنور الإنارة العمومية، وتعلن الشهادة، على أن السلطات المحلية لم تخالف وعدها على العكس ما لفظته سابقا العديد من الخطابات السياسية، وحناجر بعض الأصوات الخشبية التي اختارت أسلوب التضليل والتعتيم دون صحوة ضمير.
مشروع الإنارة العمومية، الذي خرج اليوم إلى حيز الوجود عانقته ساكنة أولاد عياد بحرارة، ليس فقط لأنه قيمة مضافة واضحة المعالم لهذا المركز الحضري، وإنما لأنه ،وهذا هو الأهم، خرج من عنق الزجاجة بمجهودات جبارة لممثلي السلطة المحلية والإقليمية، وأمسى بطبيعته هاته مولودا قيصريا يؤكد بالملموس على انه حتى في الكيانات المظلمة قد يطفو النور ويزول السديم ..
واليوم، وبما أن الاعتراف فضيلة، فعلى ساكنة أولاد عياد، أن تُقرّ والعُهْدة للتاريخ، انه ليس أهل الدار وحدهم من يستطيعون تغيير مسار ومصير حوالي 40 ألف نسمة، بل هناك ضمائر حية لا تعترف بحدود المجال، ولا تأْسِرها المآرب الذاتية ، إنما تتملّكُها هُوية الوطن لا الموْطن الملغوم بالحدود الوهمية والثقافة القبلية..،إنهم رجال عاهدوا الله على ما هُم عليه، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فما بدلوا تبديلا..
مشروع الإنارة أيضا، وبهذا المعنى، يجب أن يكون بداية موضوع نقاش فعال بين القوى الجمعوية والسياسية المحلية عن مآل العديد من المشاريع الأخرى، التي تمّ إقبارها في المهد بفعل صراعات ذاتوية.كما يُفترض أن يكون أيضا، بداية جدال أو سجال حقيقي حول مصير مئات الملايين التي اعتقلت بدون محاكمة عادلة في ظل استمرارية تدبير عبثي يختزل مفهوم الشأن العام في برامج فئوية مرهونة بمصالح آنية.
وهكذا،وانطلاقا مما سبق فالحديث عن الإنارة العمومية بهذه الصيغ الدلالية هو في واقع الحال مقاربة تروم الكشف عما حققه المشروع من تحوّل في افق انتظار الساكنة، التي بادرت إلى التساؤل من جديد عن أهمية المنتخب ومدى فاعليته في الظرف الراهن، حيث أُغرقت عجلة التنمية في وحل الحسابات الضيقة،وبات الواقع يكشف أن أساليب الإقصاء والتهميش ،ووفق ما تُقدمه الأطروحة النموذجية بأولاد عياد لا يرتبط في كل الأحوال بالأجهزة المحلية أو الإقليمية، إنما بضبابية الرؤى وسوء التسيير الذي ينتهجهما المجلس الحالي في تعاطيه مع القضايا التنموية لاعتبارات معروفة . بمعنى آخر أن الاستثناء ببلدية أولاد عياد أصبح هو القاعدة، فالسلطة وانطلاقا من هذا المشروع الذي تحقق على ارض الواقع رغم فرادته،تحولت إلى أداة تنموية أكثر فاعلية وديناميكية من المجلس المنتخب الذي عجز عن إيجاد مخرج لصراعاته رغم تدخل العديد من الأطراف المعنية بتنمية المنطقة.وعليه فالرهان الآن لم يعد مرتبطا بالشريحة المنتخبة التي اثبت الواقع عجزها البنيوي،إنما بآليات أخرى تفطنت الدولة إلى فاعليتها ،فسارعت إلى تفعيل محتواها عبر الأجهزة المحلية والإقليمية للوزارة الوصية بالخصوص بعيدا عن لغة الخشب المؤثثة بفظاعة الحقد والرؤى الملغومة،ولا أدل على ذلك ما تجسد الآن في مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الآلية الأكثر فاعلية التي اعتمدها عامل الإقليم" لاستدراج "المشاريع التنموية إلى تربة الجماعات المحلية التي أصابها العقم قبل الأوان
أولاد عياد : حميد رزقي