حروف كلماتها رقة و حلم و جرأة ، استطاعت عبر أعمالها الشعرية و الأدبية أن تعبر عن مشاعرها و أحلامها، طيات إبداعاتها تحمل رسائل تتوخى إيصالها ، مديرة لدار أضفت حلة جديدة على الحقل الثقافي بإقليم أزيلال ، بين أحضان الدار و طبيعة الإقليم وجدت ضالتها للإبداع و بطموح قل نظيره في هذا الزمان.
س : أستاذة خديجة برعو مساء الخير
ج : مساء الخير و كل رمضان وأنتم بألف خير، أشكر لكم هذا الإهتمام بالإبداع و الثقافة بالمدينة وأنا ممتنة لحواركم هذا و رغبتكم في نشر آخر إبداعاتي و إطلاع القراء عليها.
س 1 : من هي خديجة برعو ؟
ج : خديجة برعو هي امرأة يسكنها هاجس الإبداع الرزين الذي يترك أثرا لدى المتلقي ، هي امرأة تحلم بثقافة و رؤى جديدة ...أنا خريجة معهد علوم الآثار بالرباط ، تخصص شعبة المتاحف ، شغلت منذ التحاقي بقطاع الثقافة في مارس 2001 عدة مهام من قبيل الإشراف على قطاع التراث و التنشيط الثقافي و إدارة دور الثقافة ....هذه المهام الثقافية أكيد حفزتني على الإبداع في شتى صوره من سينما وكتابة السيناريو و شعر وتصوير فتوغرافي....وإن كانت بداياتي مع الإبداع تعود لمرحلة الطفولة .
س 2 : كيف كانت بدايتك مع الشعر؟
ج : كما قلت أحببت الشعر منذ صغري و قرأت لشعراء كبار أمثال أدونيس وسميح القاسم و نزار قباني و ذاك العصي على النسيان : محمود درويش و غيرهم و لأدباء كبار أمثال نجيب محفوظ و حنا مينة ، لكن يبقى الشعر دون غيره من باقي الفنون يستحوذ علينا و يبقى صداه بداخلنا و بالأخص حينما يتحول إلى موسيقى أي إلى شعر غنائي.
س 3 : هل بقصيدتك الجديدة "باسم الحرية"التي اطلعنا عليها، تودين إيصال رسالة سلام و تسامح و أن نتقاسم الإحترام العميق لجميع الأديان ؟ إذا كان الجواب بنعم في نظرك كيف للعالم بلوغ ذلك ؟
ج : أجل هذا هو الهدف من القصيدة : الدعوة إلى احترام جميع الأديان وهذا يتأتى بالإحترام المتبادل لجميع الرسل و الإيمان برسالتهم كما يدعو إلى ذلك ديننا الحنيف مصداقا لقوله تعالى : "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله" فلا ينبغي للغرب أن يسيء للرسول صلى الله عليه و سلم كما وقع مؤخرا بواسطة فيلم "براءة المسلمين" الذي أنجزه بعض أقباط مصر وهو بالمناسبة السبب الرئيسي لكتابة هذه القصيدة و بالمقابل لا ينبغي للمسلمين أيضا التقليل من شأن الديانات الأخرى، و هذا ما عبرت عنه حينما قلت محمد و موسى و عيسى أنبياؤنا جميعا فحذار أن تنسوا أو ننسى.
س 4 : إذن نفهم أن قصيدتك الجديدة "باسم الحرية " رسالة للسلام و العفو و السماحة ؟
ج : أجل هي رسالة للسلام و العفو و التسامح و نبذ العنف و الإساءات الرخيصة للرسل و الرموز الدينية بدعوى حرية الرأي فلا نريد تكرار الإساءة لرسولنا الكريم باعتباره أفضل الخلق و النبي الخاتم ، فقد خصصت بداية القصيدة في مدحه و ذكر مميزاته دون باقي الرسل ...كما لا نريد من جانبنا كمسلمين راغبين في نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم بعد كل إساءة أن ننظم المسيرات و التظاهرات العشوائية و أن نحرق السفارات و غيرها من ردود الفعل غير المسؤولة ، فهؤلاء السفراء مؤتمنون في بلداننا و ديننا يدعو إلى حمايتهم و عدم إيذائهم. إن الإحترام المتبادل بين الديانات و اعتماد الحوار بينها كفيل بنشر التسامح و السلام العالمي.
س 5 : بأوراق قصيدتك الجديدة التي اطلعنا على ما تحمله من معاني و رسائل التعايش و التسامح ، عثرتا على أبيات مترجمة باللغة الإنجليزية ما معنى ذلك ؟
ج : لقد زاوجت بين اللغة العربية و الإنجليزية في مدح المصطفى عليه السلام و ذلك ليقرأها عموم القراء فأغلب الإساءات الموجهة لنبينا هي من بلدان ناطقة بالإنجليزية ، فالقصيدة أولا و أخيرا موجهة لهم ، تقول تلك الأبيات : رجاء إقرؤا عن نبينا ، إقرؤوا عنه ، فالجهل يولد العداء ، إقرؤوا عنه و ستعرفون كم هو جدير بالإحترام.
أتدري أن السبب الرئيسي للتعصب هو الجهل ، عندما يجهل البعض سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام و خلقه وفضائله و شيمه ....فأكيد سيواجهونه بالإساءة ، لهذا بعد عرض الفيلم الأخير" براءة المسلمين" المسيء للرسول صلى الله عليه و سلم ، قامت العديد من البلدان الإسلامية بتأسيس مجالس للنصرة وتنظيم مؤتمرات عالمية للتعريف به صلى الله عليه و سلم.
س 6 : كثر الحديث مؤخرا بعد تكرار الإساءات إلى الرسل و الرموز الدينية عن رغبة بعض الدول الإسلامية في استصدار قانون تجريم الإساءة إلى الأديان ، كيف ترين ذلك و هل سيكون حلا ناجعا ؟
ج : بعد الإساءات الأخيرة للرسول صلى الله عليه و سلم تكاثرت الدعوات المنادية باللجوء إلى الأمم المتحدة لاستصدار قانون يجرم الإساءة إلى الأديان ، المشكلة ليست في وجود قوانين و إنما في تفعيلها ، ففي أبريل 2011 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يمنع الإساءة إلى الأديان ولا زالت الإسيسكو تطالب بتفعيل هذا القانون و القانون الأمريكي نفسه يمنع ازدراء الأديان و الدنمارك أيضا ، البلد الذي نشرت فيه الرسوم الكاريكاتورية يمنع الإساءة للأديان ....لكن تفعيل هذه القوانين هو الشيء الغائب عن هذه الدول مما يجعلها في موقف حرج.
س 7 : أيها السادة الكبار هي تصدير أبيات قصيدتك ، فهل هذا يعني أن الخطاب موجه إلى الراشدين دون القاصرين ؟
ج : السادة الكبار أعني بهم دول القرار ، الدول المسيئة للرسول عليه الصلاة و السلام ، و قصيدتي موجهة للكبار و الصغار.
س 8 : هل نشرت هذه القصيدة في منابر إعلامية و هل أنجزت دراسات عنها ؟
ستنشرها صحيفة المسائية التي ستصدر أواخر هذا الشهر ، أما الدراسات فهناك أربع دراسات قيد الإنجاز الأولى من المدير الجهوي للثقافة مشكورا السيد عبد الكريم جويطي باعتباره كاتبا متخصصا و الثانية من الدكتور الشاعر رشيد طالبي من بني ملال مشكورا أيضا و الثالثة من الناقد الرقيق هشام غازي من بني ملال و الرابعة من القاص و الكاتب المتميز عبد اللطيف الهدار من بزو.
س 9 : بقصيدتك الجديدة ألا تظنين أتك تطيرين بأجنحة من ريش العربية لتحلقي في سماء أدونيس؟
ج : أتمنى ذلك ، أتمنى أن تلامس قصيدتي سماء أدونيس ، هذا الهرم الكبير الذي نقل الشعر العربي للعالمية حيث ترجمت أعماله إلى أكثر من ثلاثة عشر لغة فأدونيس هو الشاعر العربي العالمي الأول كما يلقبه إدوارد سعيد.
س 10 : ما هي أحلام و طموحات الشاعرة خديجة التي تأمل تحقيقها مستقبلا ؟
ج : حلمي هو أن تتحول قصيدة "باسم الحرية " إلى أوبريت يتغنى بها وأن تجد مكانا لها بين القصائد الأخرى التي نظمها كبار الشعراء العرب في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام .
ختاما لا يفوتني أن أشكر بوابة أزيلال الحرة على هذا الحوار وهذه الالتفاتة الجميلة كما أشكركم شخصيا وأتمنى لكم التوفيق.
حاورها أبو يحيى / أزيلال الحرة