|
|
حلم موؤود إلى حين...
أضيف في 18 مارس 2021 الساعة 18 : 20
حلم موؤود إلى حين...
عبد القادر كلول
كان حلما جميلا ذلك الذي اعترانا ونحن ندس تلك الأوراق في صناديق الإقتراع.. رسمنا هالة من الأماني المشروعة حولها على أمل أن تجد طريقها إلى التحقيق وتنتهي معاناتنا المزمنة..
مرت سنين عجاف وتوالت الأزمات وزاغ قطار تنميتنا عن سكته؛ لأن الذين أوكلنا إليهم مسؤولية القيادة لم تكن لهم النباهة الكافية أو أنهم لم يخبروا مطبات الطريق، فراحوا يخبطون خبط عشواء إلى أن حلت الكارثة وأصبح كل شيء في خبر كان.. فتحولت بعنجهيتهم وأنانيتهم أحلامنا إلى كوابيس ! لم يحزننا المآل بقدر ما حز في نفوسنا مقدار الوقت الذي مضى هدرا و نحن ننتظر بلا طائل مريضنا أن يشفى وسقيمنا أن تعود إليه العافية.. حز في نفوسنا أن من ألقوا بنا في غياهب اللاتنمية والإقصاء أشخاص يعيشون بين ظهرانينا، مساكين مثلنا، عبّوا من كؤوس العوز وشظف العيش.. كانوا يتشدقون بالمبادئ وتدمع أعينهم رثاء لأحوالنا، أشبعونا وعودا وفرشوا لنا سجاد الأحلام الوردية وسلمنا لهم زمام أمورنا صاغرين!..
مرت علينا سنين كأنها قرون. تغيرت أشياء بعيدا عنا وانطلق الآخرون ينشدون رحاب التنمية في غفلة عنا حتى أصبحنا نتذيل كل شيء في الوقت الذي كانت مدينتنا إلى عهد قريب تتقدم الركب ويشار لها بالبنان في كل المستويات. وقد حباها الله من المقومات الطبيعية والبشرية ما يجعلها أهلا لذلك.. غير أن صانعي القرار فيها لهم من المآرب غير ذلك، لم يعنيهم من تنميتها سوى مصالحهم الخاصة وإشباع نزواتهم ضاربين عرض الحائط الوعود المعسولة التي أشبعونا إياها ذات إقتراع.. مرت سنين ونحن ننتظر صحوة ضميرهم لكن امتداد الزمن لم يزدهم إلا شراهة في المزيد من النهب والإغتناء الذميم . كان حلمنا أن نعيش في زماننا كالآخرين، لا أن نصبح قطعة من التاريخ على أديمها ترتسم آثار التخلف والإنحطاط.. فمن يلق نظرة خاطفة اليوم على مدينتنا يلمح مقدار ما أصابها من خراب وما طالها من إهمال وكأنها خرجت لتوها من حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس.. وقد عجزت محاولات الترقيع عن إخفاء معالم البؤس الذي ترزح تحته منذ ابتلاها الله بتلك الطينة من المسؤولين الشرهين لامتصاص دمائها دون استحضار لحس المواطنة وشرف الانتماء..
ها هم اليوم يطلون علينا من جديد وموعد الانتخابات على الأبواب وقد لبسوا أقنعتهم المفصلة و طلوا وجوههم بمساحيق العفة ويخفون نتانتهم بعطور النزاهة المزيفة، عادوا بكل وقاحة يطلبون ودنا لنعيد لهم سياطهم التي طالما عذبونا بها فيما جراحنا لم تندمل بعد! فهل نبتلع الطعم هذه المرة ونلذغ من الجحر مرات؟ أم سنضرب موعدا مع التاريخ ونزيل الشوكة المسومة من أقدامنا حتى نستعيد توازننا ونخطوا بثبات دون خوف من الوقوع في الزلات؟! ذاك ما سيكشف عنه غدا والغد لناظره قريب.
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|