معا لنحيي عمال وعاملات النظافة بمدينة أزيلال
يحظى عامل وعاملة النظافة بأزيلال بكل الاحترام والحب لدورهما الكبير في نظافة المدينة، يستيقظان باكرا ويعملان بجد؛ فقط من أجل إظهار الوجه الجميل لمدينتنا وجعلها مكاناً صالحاً للعيش.
خففوا عن عمال النظافة الجهد في التنظيف؛ على الأقل بإلقاء القمامة في مكانها وليس في الشارع،علموا أولادكم احترام العامل وتقديره؛ وأن يبتعدوا عن الاستهزاء به وأن يتعاملوا معه بذوق وأدب..
تخيلوا الحياة دون عمال وعاملات نظافة..؛ ستعرفون قيمتهم. وجوه نراها كل يوم منذ أول النهار حتى آخر اليوم؛ في الظهر وحر شمس يلفح الوجوه، فئة بنظر بعض الناس أنّها دونية لا ترقى للمستوى، يتقززون منهم؛ وهناك من يحتقرهم؛ ومنهم من لا يتوانى عن توبيخهم، وهناك من ينظر إليهم بعين الرحمة؛ يحترمهم ويشفق عليهم ويقدرهم.
إنّهم عمال النظافة الفئة الأكثر رقياً وأدباً من بعض البشر، فلا تراهم يفتعلون المشاكل في الشارع، ولا يلقون مخلّفاتهم على قارعة الطريق، ولا يرمون بقايا طعامهم بالقمامة، بالمقابل هناك من ينامون ببيوتهم ويتنعمون، لكنهم بالوقت نفسه لا يعرفون للمعاناة طريقاً، ولا يعرفون للحياة من قسوة ولا دمعة تذرف من أجل لقمة العيش.
عاملات وعمال مشكورين يعملون على راحتنا، ينظفون لنا الطريق وأمام منازلنا وشوارعنا مقابل دراهم معدودة لا تُسمن ولا تُغني من جوع. فئة من البشر قُدِّر لها أن تحيا حياة الشقاء، وليس ذنبهم ما هم عليه من فاقه وفقر وحاجة، فلماذا تلك النظرة القاصرة من البعض اتجاههم؟ ألّا يكفيهم ما هم فيه وما هم عليه؟ شهادة حق يجب أن تُقال في حق عمال النظافة؛ لولا أن سخرهم الله تعالى لامتلأت البلاد بالأمراض والأوبئة وهلك الناس واستحالت الحياة؛ فلهم منا عظيم التقدير والإمتنان.
سؤال نوجهه لأنفسنا ماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام؟ ماذا سيحصل؟ دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل.
يا معشر من قدر لكم خدمة الناس، فضلكم علينا كبير وأجركم عند الله أكبر، يا من تعملون بصمت ولا يشعر بمعاناتكم أحد؛ أو بمرضكم أحد؛ وإن غبتم لا يتفقدكم أحد، لله دركم؛ فأنتم للغنى معنى، وأنتم للكرامة رمز؛ وأنتم العطاء...
لقد أصبح لا بد من وجود هؤلاء الرائعين المستعدين لجرنا بكلماتهم السهلة العميقة إلى عالم أنظف، لا تلوثه أمراض العصر وكآبة التكنولوجيا وهوس مواقع التواصل، تماماً كما نحتاج عمال نظافة لشوارعنا لتنظيفها وتطهيرها، كذلك نحتاج في حياتنا الى من يبعث فيها الأمل، من يقول كلمة طيبة في وقت مناسب تكون كفيلة بإزاحة الكم المرعب من القذارة الأخلاقية التي نصادفها كل يوم، وكما نحتاج بشكل ملح لمن يتكرم لتنقية مداخل بيوتنا، نحن أيضاً في حاجة ملحة لمن يتكرم لمنح قلوبنا قليلاً من الإيجابية وتهوية زوايا أرواحنا وتخليصها من بيوت عناكب القلق التي احتلتها في غفلة منا.
لا تنسَى وأنت تمر على عامل أو عاملة نظافة شارعك أن تبتسم في وجهه(ا)، وتشكره(ا) على جميله(ا)، وتهديه(ا) قنينة ماء باردة تروي ظمأه(ا)، والذي لولاه(ا) لكنت تئن تحت وطأة الروائح الكريهة.
هناك العديد من الناس لا يدركون حجم مخاطر التنظيف والأمراض التي يتعرض لها عامل النظافة من بكتيريا وسموم، وأن جهلنا بهذه المخاطر هو السبب الرئيسي لعدم تفهمنا عملهم، فعمال النظافة مجهولون، يبذلون أعمارهم وأوقاتهم بأجور قليلة، بعيداً عن عدم تعاون المجتمع معهم، والنظرة الفقيرة التي تلحق بهم من قبل الناس، مما جعل مهنة النظافة عملاً يخشاه بعضهم، وعملاً يمارسه بعضهم الآخر على استحياء وخيفة من كلام الناس.
نوجه أرقى عبارات الشكر والتقدير لعمال وعاملات النظافة الذين نصادفهم في طريقنا صباحاً ومساءً، يعملون بجد وإخلاص في الأحياء والشوارع وبمحيط مؤسساتنا. إليهم يرجع الفضل في نظافة بيئتنا وجمالية مدينتنا التي نريدها أن تكون أجمل المدن التي نتباهى بها ونتطلع إلى تحقيق آمالنا، الشكر والتقدير لعمال النظافة الذين هم بحق مهندسو الجمال والرونق الذين يستحقون أكثر من الشكر وأكثر من هذه الكلمة، لهم منا أكبر الباقات وأجمل الورود، ولتلك الأيادي التي تغرس وتكنس وتنظف دوام الصحة والعافية.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نوجه نداءنا إلى كل الأطفال أولاً؛ وإلى سكان المدينة قاطبة أن يحافظوا على نظافة بيئتنا، ولنرفع جميعاً شعاراً نعتز به دائماً: حضارة الشعوب في جمال بيئتها.
أزيلال الحرة/ بتصرف..