لينا السباعي موهبة تشكيلية تصنع من الحلم واقعا فنيا فريدا
لينا السباعي من شباب مدينة فاس المبدع تنتمي لأسرة فاسية عريقة، موهبة تشكيلية عشقت الفن التشكيلي منذ طفولتها إذ كانت تهتم كثيرا بالرسم أكثر من أي هواية أخرى، كما إهتمت أكثر بمسارها الدراسي بحيث تدرجت في مختلف المستويات الدراسية التابعة للمدرسة الأمريكية بمدينة فاس، ثم إستكملت دراستها العليا في تخصص الهندسة المعمارية بأحد المعاهد المختصة بفرنسا قبل أن تعود إلى وطنها المغرب للعمل في أحد أكبر الشركات المعمارية و العقارية الرائدة بمدينة فاس.
هذا المسار التعليمي المتميز لسنوات تخلله حضور وازن و موازي للإبداع التشكيلي عند الفنانة لينا السباعي من خلال مشاركتها في مختلف البرامج و الأنشطة الثقافية المدرسية و الجامعية بفضل تشجيعات أسرتها و أصدقائها و أستاذها في الإبداع التشكيلي الفنان المغربي توفيق العلوي الذي أطرها تكوينيا فيما يخص المبادئ الأولية و أبجديات الفن التشكيلي .
الفنانة التشكيلية لينا السباعي خطفت أضواء التألق كأصغر مشاركة في بداية مشوارها الفني إلى جانب فنانين تشكيليين مغاربة مرموقين ضمن فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الوطني للفنون التشكيلية بفاس المنظم من طرف جمعية التشكيليين المتحدين برواق محمد القاسمي في الفترة مابين 6 و 14 أبريل 2018 بحيث شاركت فيه لتستفيد من خبرة مدارس متنوعة الأساليب والأجناس التعبيرية تلتقي فيها جمالية الفن الريشة والألوان الباهرة، والتفاعل مع مختلف إتجاهات التجريد والتشخيص، و الرمز والمعنى والدلالة.
عين المشاهدة المتأملة في لوحات الفنانة لينا داخل أروقة العرض في هذا الملتقى إكتشفت بصمة فنانة تشكيلية واعدة المستقبل إذ تحاول من خلال إبداعاتها تجسيد الحلم على شكل واقع فني يجمع بين التجريد و التصوير و التركيب إذ تحاول نسج علاقة وثيقة بين الريشة و الألوان هدفها إمتاع الإنسان المتلقي وتهدئة دهشته وشحن مشاعره بكل شيء جميل في الحياة و الواقع و الحلم في أفق الروعة و الإستمتاع باللغة التشكيلية.
كما تحضر ضمن لوحاتها الفنية تفاصيل الوحدة والتنوع في ذات اللحظة عبر تموجات هندسية راقية تحاول عبرها التعبير عن إمكانية الواقع في ذات الموضوع الموحد من خلال ضبطها للمقامات اللونية، و تركيب البناء الجمالي، إضافة إلى طريقتها وأسلوبها في معالجة التيمات التشكيلية التي تحاول من خلالها إبداع الحلم المتخيل و تركيبه على شكل واقع حي أكثر تعبيرا و دلالة، هذا فضلا عن رؤيتها الخاصة للحياة والإنسان والوجود عبر سفر ذاتي يجمع بين الشحنة النفسية و اللمسة الإبداعية لتعكس لنا في الأخير فضاء لوحة فنية يتحدث فيها الفنان التشكيلي عن ذاته بكل حرية وإبداع وجمال .
و في حديث قصير رفقة الفنانة لينا السباعي كشفت لنا فيه كونها تعشق كثيرا المدرسة السريالية- التصويرية للفنان التشكيلي الإسباني سالفادور دالي أحد الرواد المعاصرين لهذا الفن إذ تتميز جل أعماله بكونها باهرة وصادمة لمشاهديها نظرا لغرابتها وأشكالها الفريدة التي تتجاوز حدود المعقول والواقع، على غرار شخصيته الصادمة التي كانت تجمع بين العبقرية والجنون.
وحول رسالتها الفنية التي تحاول تمريرها للمتلقي تقول المبدعة لينا السباعي :
" الفن ليس فقط مجرد أداة للتعبير عن نوازع داخلية للفنان سيما و أن الفن بمختلف مجالاته هو تجسيد لها بحيث تكون عملية التفريغ عملية سيكولوجية بحثة لدى الفنان تنتقل به من عالم اللاوعي الى سطح الوعي الفني فيكون بذلك منفذا لعملية التطهير النفسية التي تستتبع التخلص من شحنة العواطف الداخلية وقد تستخدم نفس الشحنة لتحريك العواطف الخارجية لدى المتلقي أيضا فيتحقق الهدف المرجو من الفن في التعبير عن كل ما هو هادئ و مدهش و جميل ".
لينا السباعي من هذا المنبر توجه رسالة شكر وإمتنان و تقدير لأسرتها على الدعم و المساندة طيلة مشوارها الدراسي والفني، كما تخص بالذكر مؤطرها الفنان التشكيلي المغربي توفيق العلوي، ومكتشفها كموهبة فنية صاعدة والذي ساندها و شجعها كثيرا ضمن فعاليات الملتقى الوطني للفنون التشكيلية الفنان التشكيلي محمد ميكو، وكل الأصدقاء داخل و خارج أرض الوطن .
مراسلة/ عبد الالاه المهدبة