حملة إنتخابية لوفد العدالة والتنمية بزاوية أحنصال بأزيلال.. 20 درهم وقطعان الماعز
تبعا لمقالنا السابق عن زيارة وفد حزب العدالة والتنمية يضم كتاب إقليميين وجهويين وبرلمانيين لمركز جماعة زاوية أحنصال ودوار إميضر بأيت عبدي إقليم أزيلال، نستشف ولنؤكد مرة أخرى أن الزيارة ليست إلا لقاء ظاهريا للأبدان، وحملة إنتخابية في الباطن، حسبوا أنهم يخترقون المغرب العميق أرضيته صالحة " للتمكين "، ولما لا ونحن نتحسر عن أناس بسطاء أسرفوا في إعداد الوليمة لبطون الضيوف، تكلفة إعدادها تصنف معدها من أثرياء المغرب حسب مقياس الحقاوي وزيرة الحزب في الحكومتين..
عن غرابة الزيارة..، وفي حديثي صباح اليوم مع أحد الفاعليين الجمعوين بأزيلال، ضحك ساخرا ".. لقد أنصتوا لمطالب ساكنة زاوية أحنصال وإميضر بأيت عبدي، وسيعودون قبل حملة انتخابية لاحقة، لينجزوا المشاريع المهيكلة والمخططات الإستراتيجية، ستجعل المنطقة في حلة جديدة شبيهة بجبال " الأنديز " بأمريكا الجنوبية.. لما لا وهم يرأسون الحكومة ويسيرون وزارات مهمة...".
في الوقت الذي لم تقدم فيه جماعة زاوية أحنصال وبرلمانيي حزب العدالة والتنمية الذي يمسك بمقود الحكومة، وكذا ركوبهم على مشاريع غيرهم في حملة انتخابية مفضوحة، لم يفصحوا في لقائهم بهؤلاء الناس البسطاء أنهم يصنفونهم من الأغنياء في سلم 20 درهم بسيمة الحقاوي الوزيرة " البيجيدية " للأسرة والتضامن، والسبب امتلاكهم آلاف رؤوس الأغنام خاصة الماعز، وعلى اعتبار أنهم أثرياء اعتادوا منذ القدم على الترحال لرعي الماشية بالأراض الخصبة، سيؤدون ضرائب إضافية وواجبات المدرسة..
في نظري، لو كشف أحد الحاضرين لهذا الجمع الذي انفض بملئ البطون والدعاء (الصالح)، أنهم يصنفون أغنياء على معيار "بسيمة"، لانفضوا من حولهم وهم يحملقون..
بلا شك، الجماعة الترابية لزاوية أحنصال لم تقدم شيئا لأيت عبدي، كذلك الوفد الذي يمتطى سيارات رباعية الدفع و ينعم في خيرات البلاد لم يقدم شيئا، فما كان الغرض من اللقاء؟.
باعتبار حزب العدالة والتنمية ذا مرجعية إسلامية، فما أنجز وفده بالمنطقة إلا تجارة بالدين بغرض انتخابي، وهذا ليس أمرًا حديثًا و قد ذكره ربنا في كتابه، ولا ينكر وجود تلك المتاجرة إلا جاهل أو جاحد؛ يقول الله جل وعلا: "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا" آل عمران:77. إنها حالة تجارة واضحة واستفادة من الدين مقابل ثمن قليل، رصدها كتاب الله وجعل عليها وعيدًا في الآخرة: " أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"آل عمران:77...
هو عمل ظاهره زيارة وصلاح، وباطنه متاجرة لأغراضً مبيتة، من ورائها يبتغي الحزب أهدافًا عاجلة ومآرب دنيوية قاصرة؟!
حزب العدالة والتنمية الذي تقلد للأسف أمور البلاد والعباد، المشلول في بدايته ماليا التلميذ المطيع لصندوق النقد الدولي حاليا، لا يملك أي مشروع للإصلاح ولا تؤطره رؤية فكرية واضحة، تحركه المصالح والمنافع، عاجز عن مواجهة المواطنين ومخاطبتهم بلغة الوضوح وتحمل المسؤولية واقترانها بالمحاسبة وهم في موضعها، بدل الظهور للناس في غير ما تبطنون، وهي وسيلة التلصص والتصنع من أجل التمكن من كرسى الحكم، وهو أسلوب من التفكير لا ينطلي على الإنسان المثقف الواعي، لكن باستغلال المشاعر الدينية يستطيع الحزب أن يضحك بهذا الأسلوب على البسطاء من عامة الناس أو عديمي الثقافة وواسعي الإطلاع...
أزيلال الحرة/ أورحو بنعيشة